قال ماهي حقوق الطفل وواجباته؟

دار حوار بيني وبين شخص حول حقوق الطفل وواجباته، وكلما ذكرت له حق من الحقوق أو واجب قال نحن لم ندرس هذه الحقوق في الغرب، فقلت له إن تعريف الطفل في الأساس مختلف بيننا وبين غير المسلمين، فنحن نرى أن الطفل رزق من الله تعالى للوالدين وبذات الوقت هو أمانة عندهم، فلا يحق لهم أن يتصرفوا معه إلا بما أمرنا الله به، لأننا نؤمن بأننا عباد الله وهذه النظرة ليس موجودة بالعالم الغربي أو عند غير المسلمين، ولهذا تختلف نظرتنا عن نظرتهم للطفل
فقال إن من حقوق الطفل عدم اضطهاده وقتله واجهاضه، فقلت كلامك صحيح والغربيين تبدأ حقوق الطفل عندهم من الولادة بينما نحن المسلمين تبدأ حقوق الطفل عندنا من قبل الزواج، فاستغرب من كلامي وقال كيف؟ قلت : إن اختيار الزوجة الصالحة من حقوق الطفل، فمن حق الطفل أن تكون أمه محترمة وصالحة وخلوقة حتى تحسن تربيته والتعامل معه، وما ذكرته من عدم الإضطهاد والإجهاض والقتل موجود عندنا كذلك من حقوق الطفل، وكذلك من حقوق الطفل أن يكون نسبه ثابت وموثق من خلال زواج شرعي، ومن حقوقه حسن حضانته ورعايته تربويا ونفسيا وتعليميا واجتماعيا ودينيا، ومن حقوقه المساواة بين اخوانه وأخواته، ولعل كثير من الأسر تفرق في التعامل بين الأبناء الذكور والإناث، ومن حقوقه كذلك تعليمه وتثقيفه والإنفاق عليه في الملبس والمأكل والتعليم وعلاجه عند المرض، وإذا كان مرضه مزمن أو من ذوي الإحتياجات الخاصة فمن حقوقه تأمين الرعاية الخاصة
قال كل هذه الحقوق بالإسلام؟ قلت : نعم وكذلك الرضاعة الطبيعية من حقه، ولو كان الطفل يتيما فمن حقه حفظ ماله وتنميته وتسليمه له عندما يكبر، ومن حقه اختيار الإسم المناسب له، وتوفير الأمن والحنان والحب له، ومن حقه المشاركة معه في الرأي وخاصة في الأشياء المتعلقه به، فالطفل حتى ولو كان صغيرا لابد أن نتشاور معه ولا نجبره ولكن نحاوره،
قال : هذا كلام جميل وأنا درست في الغرب وما توقعت أن في الإسلام كل هذه التفاصيل، قلت وهناك تفاصيل أكثر في الواجبات، قال : كيف ؟ قلت : أول وأهم واجب من واجبات الطفل طاعتة لوالديه وبرهم فلو كان الطفل صغيرا يطيعهم ولو كان كبيرا يحترم رأيهم، قال : وهذه ليست موجودة في مواثيق الأمم المتحدة، قلت : صحيح فبر الوالدين من واجبات الطفل في الإسلام، ومن واجباته كذلك احترام المربين والمعلمين، فكل من علمه أو رباه لابد أن يحترمه ويقدره، واحترام العادات والتقاليد العائليه والمجتمعية بشرط أن لا تخالف تعاليم الإسلام، ومن واجبات الطفل الإقبال علي التعليم والإلتزام به، وكذلك محبة أخوانه والتعاون معهم، واحترام ممتلكات الدولة ومرافقها العامة من واجباته كذلك،
فكثير من الأمهات والآباء اليوم يجهل حقوق الطفل وواجباته، وعندما يقصر أحد الوالدين بحقوق الطفل فإن الله يحاسبه، لأن الطفل عنده أمانه فلا بد من حسن رعايته وحسن تنشئته، والحقوق والواجبات هذه متبادلة ومن القصص المعبرة أنه جاء رجلٌ في أحد الأيام لعمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يشكو عقوق ابنه، فطلب عمر إحضار الولد، فلّما جاء أنّبه على عقوقه لأبيه، فقال الولد: يا أمير المؤمنين، أليس للولد حقوقٌ على أبيه؟ فقال: نعم، فقال الولد: فما هي يا أمير المؤمنين؟ فقال عمر: أن يحسن اختيار أمه، ويحسن تسميته، ويعلمه القرآن الكريم، فقال الولد: فإنّ أبي لم يفعل شيء من ذلك، فقد تزوج من زنجية كانت لمجوسي فأنجبتني، وسمّاني جعلاً؛ أي خنفساء، ولم يعلمني حرفاً واحداً، فنظر عمر بن الخطاب إلى الرجل وقال له: (جئتني تشكو عقوق ولدك، وقد عققته قبل أن يعقّك، وأسأت إليه قبل أن يسيء إليك)، وأنتهى اللقاء والحوار
@drjasem

د جاسم المطوع

الخبير الإجتماعي والتربوي