الأسئلة عن الخالق بعمر خمس سنوات

 السلام عليكم،

السيدة.. حفظك الله

إن فريق "معين" للدعم الاستشاري للخطة التربوية يرحب بك.

بالنسبة لسؤالك حول أسئلة طفلتك بعمر 5 سنوات عن الذات الإلهية

سيدتي:

1- طفلتكم تسمعكم تتحدثون عن الله تعالى، لكنها لا تراه؛ لذلك تسأل عن هذه الأشياء التي لم يخبرها أحد عنها، والطفل في هذه السن يقيس كل ما يسمعه على ما يشاهده أمامه، فكل شيء حولها خلقه الله فتتساءل عمن خلق الله؛ لأن قدراتها الإدراكية لا تزال محدودة مقصورة على ما يمكنها أن تشعر به بحواسها الخمس.

2-ودورنا أن نحاول أن نرتقي بتفكير طفلتك للإيمان بعالم الغيب وبالله تعالى ،فنقدم لها المعلومات بطريقة مبسطة تفهمها ويمكنها تصديقها والاقتناع بها.

3-لذلك ننصح أن يكون تعريف طفلتك بالله من جانبين:

الجانب الأول: تعظيم الله عز وجل في نفسها، فيمكن أن تقولي:

1-إن الله تعالى أعظم من أن يشبه غيره؛ لأنه الخالق لكل شيء، ومن خلال عظمة مخلوقاته يمكن للطفلة أن تدرك أن الله الذي خلق هذه المخلوقات العظيمة لا بد أن يكون أعظم منها، لذلك فلا يشبه الخالق المخلوق.

2-ولأن الله تعالى عظيم وهو خالق كل شيء ولا يمكن أن يشبه شيئا من مخلوقاته ليس بالضرورة أن يكون له خالق مثلها.

3-ومما يعزز اعتقاد عدم مشابهة الله لخلقه أن توضحي لها أن الله تعالى يسمع كل الأصوات العالية والخافتة القريبة والبعيدة، ويرى كل الأشياء القريبة والبعيدة ولا يحتاج إلى نور حتى يرى، أما سمع المخلوقات وبصرهم فناقص لأنهم لا يستطيعون سماع كل الأصوات ولا يستطيعون رؤية كل الأشياء. ومحرك البحث جوجل هو لرؤية المخلوقات وليس لرؤية الخالق.

4-وبما أن الله تعالى خالق كل شيء فلا يمكن أن يكون مخلوقاً، فهو الواحد الأحد وكل شيء مخلوق إلا هو، وكل شيء يحتاج إلى غيره إلا هو سبحانه هو الغني الذي لا يحتاج إلى غيره.

5-ويمكن أن تضربي لها هذا المثل: القطار المكون من عدة مقطورات، كل واحدة تسحب التي بعدها وتسحبها التي قبلها حتى نصل إلى القاطرة الأولى، هذه القاطرة الأولى فيها ميزة ليست في غيرها فهي تسحب غيرها ولا تحتاج إلى من يسحبها لأن قوة الدفع كامنة فيها، ولو كان هناك قاطرة تسحبها لما استحقت أن تكون القاطرة الأولى. ولله المثل الأعلى هو الذي خلق كل شيء ولا يحتاج إلى غيره ولا يحتاج إلى خالق لأنه هو الخالق سبحانه.

الجانب الثاني: من المهم صرف اهتمامها إلى الاهتمام بتعداد نعم الله علينا، ولأن الإنسان مفطور على محبة من يحسن إليه فإن تعداد النعم الإلهية ترسخ محبة الله في نفس طفلك. ومن وسائل ذلك: 

1- يمكن أن تشعريها بنعم الله عليها من خلال تعداد أعضاء جسمها وفوائد كل عضو، فتقولي لها: أين عيناك؟ كم عينا لك؟ أين هما؟ ما فائدتها؟ نخيلي لو أنك بلا عينين؟ كيف سنكون حياتك؟ بعد الحوار بينك وبينها عن جمال العينين وفوائدهما أخبريها أن الله تعالى هو الذي أعطاه العينين كي ترى فيهما ويكون شكل وجهها جميلا، فالله يحبها ولذلك أنعم عليها بهذه النعمة. يمكن تكرار هذه التجربة مع أعضاء جسمها الأخرى.

2-يمكن أن تلفتي نظرها إلى مخلوقات الله التي سخرها لفائدة الإنسان، مثل الشمس والقمر والهواء والشجر، وبعد تعداد فوائدها للإنسان أخبريها أن الله تعالى هو الذي خلق كل هذه الأشياء كي يستفيد منها الإنسان. فالله يحبنا ولذلك خلق لنا كل هذا.

د. جاسم المطوع والفريق الاستشاري معه ب/ خدمة معين / يتمنى لك التوفيق

معين.. ونعين