ابني بعمر خمس سنوات يأخذ أشياء من أصدقائه

المشكلة:

السلام عليكم ابني بعمر 5 سنوات، في الآونة الاخيرة حدثت معه اشياء بدأت تتكرر وتطورت قليلاً، حيث يأخذ أشياء من زملائه ويدعي بأنها هدية منهم او من المعلمة خاصتهم، لكني كشفت أنه لا يقول الحقيقة وآمره بإرجاعها إلى الشخص الذي أخذها منه ويقول لي نعم، وتكررت هذه الحالة لأكثر من خمس مرات أخبرت والده وأخبره أن تصرفه غلط ولا يجوز فعل هكذا موقف. البارحة أخذه والده للسوق وطلب منه شراء العلكة ولكنه كان يأكل واحدة فوالده أخبره كلا لا نأخذ. تبين بعد ذلك أنه أخذها دون علمه ولم يتم دفع حسابها، فأتى والده وأخبرني بأنه حرامي وسرق العلكة أمامه وقلت لولدي تصرفك خاطئ في المرة المقبلة سيأخذونه الشرطة على تصرفه وتكلمت مع والده وقلت لماذا لم تشتري له العلكة وقال إن في فمه واحدة، وفي اليوم التالي أخذ من زميله سيارتين اثنين قال انها من المعلمة. المشكلة لا أعلم إن كان كلامه صحيح حول اللعبة الرابعة، تكلمت معه عن الآية التي معناها والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما وقال لي أنه متأسف وأخبرني أنه يريد أن ينام هذا الكلام في الساعة ٥:٣٠ مساءً من يوم الاثنين، وكان والده متواجد عندما قال لي عن الالعاب ان المعلمة أهدتها له. وقال له أنت تكذب وحرامي ورمى السيارة في وجهه، فقلت لوالده إن تصرفك غلط ولا يجوز أن تتصرف معه بهذا الشكل، وبعد ساعة أخاه اراد بسكت اوريو فقلت له لتشتري لهم وقال أوكي تشجعيه على الغلط فقلت له انا استبق الموقف واشتري له شغلات كل فترة حتى لا أدعه يتصرف بطريقة خاطئة بحدود الممكن طبعاً.

الحل:

السلام عليكم

السيدة .... حفظك الله

إن فريق "معين" للدعم الاستشاري للخطة التربوية يرحب بك

بالنسبة لسؤالك حول أخذ طفلك بعمر 5 سنوات ما ليس له:

سيدتي الكريمة طفلك في سن صغير ولا يعتبر سارق ولا يجوز أن نطلق عليه لقب سارق، وما حدث معه هو فرصة لزرع وغرس قيمة الأمانة وعدم أخذ شيء ليس له والتعدي على ممتلكات الآخرين والحرص على الالتزام بآداب الاستئذان من خلال التوجيه المباشر بلطف. 

وهو في مرحلة عمرية تكون غريزة حب التملك في أوجها بالحرص على أخذ الأشياء والاستحواذ عليها بطريقةٍ تلقائية بريئة، ومن الطبيعي أن يأخذ الطفل الشيء الذي يلفت انتباهه، ثم بعد ذلك يمد يديه إلى الأشياء التي تعجبه وهو في هذه المرحلة لا يستطيع التمييز بين ملكيته وملكية الغير وذلك لعدم نضجه وإدراكه، والطفل في هذه المرحلة يحب أن يستأثر بكلِ شيء ويكون الطفل في هذه المرحلة من العمر متمركز حول ذاته.

اليك أختي الكريمة بعض الإرشادات للتعامل مع الموضوع: 

1- تجنبي الصراخ والتوبيخ مهما حدث فبهذا الأسلوب تجعليه يعاند ويصر على هذا السلوك .

2- وجهيه عن طريق الأسئلة واسألي هذه ملك من؟ هل هي لك؟ من قام بشرائها لك؟ وغيرها من الأسئلة حسب ما يتناسب مع الموقف، ولو رد عليك أنها ملكه، صححي له المعلومة بأنها ليست ملكا له وأنه لابد أن نحترم ملكية الآخرين فهذه لبابا أو لماما أو لفلان وعليك الاستئذان قبل أخذها.

3-وضحي له النتيجة من هذا التصرف، اشرحي له مخاطر التعدي على ملكية الآخرين وأن أصحاب هذه الأشياء سوف يحزنون كثيرا ويمكن أن يغضبوا منه. 

 4-تجنبي العقاب فهو غير مدرك كما ذكرنا.

5- من المهم الحوار مع ابنك بكل هدوء وود من خلال سؤال واضح ومباشر هل تستطيع ان تحدثني عن السبب الذي دفعك الى أخذ كذا من دون علمي كي أساعدك؟ 

الهدف هنا أن نعرف الدافع، وأظهري له تعاطفك مع رغباته ووجهيه للطريقة الصحيحة لتحقيق هذه الرغبة كالجمع من مصروفه أو الطلب منك (الحاجة الدافعة للسرقة ليست شرطا أن تكون حاجة مادية فقط ربما تكون لإشباع حاجة عاطفية من تقبل واهتمام)، اسأله هل تعلم أنك أخذت ما هو ليس لك وهذا خطأ وغير جائز؟ ما هو شعورك إن اكتشفت أن أحدا أخذ شيء يخصك دون علمك؟ دربيه على التفكير بحلول (كيف ستتصرف الآن)؟؟

6- أوضحوا له دوما أسباب المنع.

7-تعويد النفس على التماس العذر للطفل فهو لا يدرك وعقله وذاكرته وتجاربه في الحياة لا تساعده على فهم الحياة بالشكل الذي يعينه على تقليل أخطائه .

8- تجنب نعت طفلك بالسارق أو اللص حتى لا تلصقي هذه الصفة في شخصه وتجنب تخويفه من الله  .

9- اطلبي منه أن يعيد ما أخذه ويعتذر من صاحبه، وإن أخبرك أنه يريدها وأصر عليها بالبكاء كوني حازمة و انزلي لمستوى نظره وانظري في عينيه وبكل هدوء أخبريه أن هذه ليست لك ولا يستطيع أخذها، وإن استمر في البكاء فأصري على رأيك.

10- تشجيع الحسن على أي سلوك يصدر منه يمثل خلق الأمانة فهذا أفضل من الحديث عن عقاب السارق .

11-حافظي على خصوصيته ولا تستعملوا أشياءه دون استئذانه، فهذا سيساعده على احترام ممتلكات وخصوصية الغير ويتعلم فن الاستئذان وحدود الملكية الفردية، وعلميه والفرق بين الملكية العامة والخاصة وكيفية المحافظة على ملكية الآخرين. 

12-إذا أردت أن تعلمي طفلك سلوكا صحيحا فلا تستخدمي اللوم والنقد السلبي أو الضرب والصراخ، بل بيني له السلوك الصحيح بالقدوة واصبري عليه فمع التكرار سيتعلم بالنهاية.

وأخيرا زرع قيمة الأمانة بطرق غير مباشرة مثل قراءة القصص التي تتحدث عنها أو عن طريق الفيديوهات.

د. جاسم المطوع والفريق الاستشاري معه ب/ خدمة معين / يتمنى لك التوفيق

معين.. ونعين