العناد والرفض

المشكلة:

السلام عليكم، طفلي بعمر السنتين وأعلم بأنه في طور النمو والتطور وطرق العناد والرفض ستزيد مع الأيام لفرض شخصيته وتكوينها. قرأت وبحث كثيرا ولكن وصلت نوعا ما لمرحلة من اليأس حيث أن زوجي قد بدأ في سلك منحنى العنف والضرب بسبب كم العناد والرفض، مثال: عاده سيئة يقوم بها طفلي عندما يرغب أن يثير المشاكل او يرغب بالبكاء أو يظهر استياءه لموضوع ما أو عند شعوره بالنعاس. يقوم بطلب شيء مثل ماما أريد ماء، اقوم بإعطائه الماء، يرفضه ويطلب ماء بكوب آخر، أقوم بتقديمه له يرفضه أيضا رغم أنه هو الذي طلب الماء، عندها اقوم بوضع الكوب الأول أمامه وأقول إن كنت ترغب فالماء ها هو هنا اشربه أو أتركه جانبا. عندها تبدأ عنده نوبة البكاء والغضب ورمي الماء على الأرض. اقوم بالتجاهل ولكن تصل أحيانا لمرحلة أنه يقوم بضربي وضرب نفسه. أطلب منه قول آسف، أو تعديل الكوب او مسح الماء لأقوم بتهدئته احتواءه وإنهاء هذا كله، وفعلا يقوم بالاعتداء وعندما أحاول احتواءه يقوم بالصراخ والضرب كأنه يقول لا تجبريني سينتهي هذا حسب رغبتي. وفي هذه الأثناء يضل يطلب مني حمله اقوم بالرفض حتى يقوم بما أطلبه منه وعند تنفيذ ما اطلب، وانحني لأحمله يرفض ويصرخ لا وهكذا حتى يتعب وينام أو أقوم باللعب بهاتفي وتشغيل فيديوهات تجذبه حتى يهدأ ونادرا ما يهدأ. أما أبيه فيختصر كل هذا ويقوم بوضعه فالسرير وإعطاءه التوجيهات. في حال رفض يقوم بضربه على يده بقوه حتى ينفذ ما يتطلب منه مع أني ضد كل هذه الأفعال ولكن إذا قمت بمنعه هذا قد يهدد ترابط الأسرة، ولكن في كل مرة يقوم أبيه بضربه يتقطع قلبي حتى صرت أحيانا اضطر الكذب حتى لا يتعرض ابني للضرب. أنا الحمدلله عندي الصبر والتحمل الكافي. ولكن في الطرف الآخر أبيه يدمر كل شي . قائلا: سأظل اتبع طريقتي أكسر عناده، تناقشنا ولكن يرد بأنه أتبع كل الطرق ويشعر أنه حصل على تجاوب بعد الضرب وسيستمر.

الحل:

السلام عليكم،

السيدة ..... حفظك الله.

إن فريق "معين" للدعم الاستشاري للخطة التربوية يرحب بك.

بالنسبة لسؤالك حول عناد وغضب وضرب وبكاء طفلك في عمر السنتين  :

أختي الغالية عند التعامل مع الطفل يجب علينا أولا فهم طبيعة المرحلة التي يمر بها من حيث مظاهر النمو المختلفة والحاجات النفسية والمتطلبات المرتبطة بها، وطفلك مازال في عمر صغير وهذه المرحلة العمرية لا يستطيع فيها التعبير عن احتياجاته ومشاعره مثلنا نحن الكبار، وقد يمر بنوبات غضب وبكاء وصراخ وضرب.. وجميع الأطفال يمرون خلال مراحل نموهم بهذا السلوك الذي قد يدل على تقلب في مزاجه، فالطفل يعيش بحالة عاطفية قوية ويفتقد المنطق وليست لديه القدرة على ضبط أو تأجيل حاجاته لذلك يلجأ للبكاء والصراخ من أمور تافهة وبسيطة، وبالطبع هناك فروق فردية بين الأطفال منهم من تكون مزاجية أقل حد ومنهم من تكون مزاجية شديدة وهو فقط بحاجة للاحتواء والصبر حتى تمر هذه الفترة.

بالنسبة لسلوك زوجك، فهو بالطبع خطأ حتى لو حصل واستجاب فهذه استجابة مؤقته إلى جانب تأثير أسلوب الأب سلبا على شخصية .

اليك مجموعة من الاقتراحات للتعامل مع طفلك:

1-عندما يبكي ويصر على ما يريد هنا عليك مراعاة مشاعره بقول اوووووه أنت تريد هذه الحلوى لو لم تكن مضرة لأعطيتك كل الحلوى التي أملكها وبعدها حاولي تشتيت انتباه بشيء أخر لكن لا تتنازلي وتقبلي حتى لو بكى. 

2-تعاملي معه بحزم لا بقسوة هناك فرق كبير بين الحزم والقسوة يظهر في مثال كهذا الحزم: (حبيبي حان وقت النوم أعلم أنك تريد اللعب فأنت تحب هذه اللعبة كثيرًا، لكنك بحاجة للنوم ليرتاح جسمك وتستطيع التركيز أكثر غدًا عند لعبها مرةً أخرى)، عليك الاستعداد للنوم وترك اللعب، القسوة: (حان موعد النوم، استعد للنوم فورًا)).

3-لا تغضبي منه إذا شعرت بأنه يحاول لفت انتباهك فهذه الفترة ستمر سريعا وتذكري دوما أنه لا يريد إزعاجك بل يحتاج إلى اهتمامك.

4-علميه الصبر عن طريق التدريب مثال: عند طلبه وإلحاحه على شيء معين يريده وأنتم تسمحون به أقول له بعد 5دقائق سأعطيك اياه وممكن هنا احضار ساعة رملية أو تشغيل المنبه وعند انتهاء الوقت أعطه ما يريد وذلك يحتاج الى وقت حتى يتدرب على الصبر.

5-الطفل عادة إذا كان يريد شيئا ما وتم منعه لن يفهم المنطق والسبب الذي تحاولون شرحه له بل يركز على شيء واحد هو اللعبة التي يريد أن يمسكها أو الحلوى التي يريد أن يأكلها، لذلك عندما يأخذ أو يطلب شيئا وتريدين رفض طلبه فلا تقولي له لا بل قولي له: أنت تحب أن تلعب بكذا.. صح؟ لكن الوقت المسموح لك هذا اليوم قد انتهى وأنا أحبك ولا أسمح لك بالمزيد لأنه مضر للأطفال. الهدوء مهم حتى تستطيعي التحدث مع طفلك وحتى تصله الفكرة بشكل أفضل.

6-إذا كان يبكي بسبب شعور سلبي مثل غضب، غيرة، حزن أحاول مراعاة مشاعره بقول اوووووه أرى كم أنت حزين ونصمت (هنا اعترفنا بمشاعر الطفل ولم ننكرها بالتالي عرف الطفل اننا نشعر به وهكذا يستطيع التعامل مع شعوره) واستخدموا مهارة مراعاة المشاعر وفي هذه المرحلة غير مهمة الكلمات وماذا سنقول ولكن الأهم التعاطف الصادق ولغة الجسد المتعاطفة كحضن طويل تنقل له رسالة أنا حقا أشعر بك بني .

7-لا تستخدمي كأم كلمة لا مع طفلك قدر الامكان لأنها كلمة تجعله يقاوم الاستجابة لك فإن طلب شيء أخبريه أوووه أنت تريد كذا ولكن الوقت المخصص له ليس الآن.

8-اشرحي له مرارا وتكرارا ان الضرب مرفوض من الجميع وكوني المثل والقدوة له وأخبريه هذه اليد الجميلة ليست للضرب.

9-ان استمر بالضرب كوني حازمة ولا تسمحي له بضربك بإمساك يده بكل حزم وهدوء وقول ممنوع تضرب الناس ليست للضرب وأخبريه أن كنت تريد شيء فيجب التعبير عن ذلك بالكلام وليس بالصراخ أو الضرب .

10- يجب أن نعرف أن الطفل في هذا السنّ لم يكتمل جهازه العصبي بعد لذا هو لا يستطيع أن يسيطر على انفعالاته بشكل جيد، وستجدينه في تحسّن مع الأيام وسيتغير إلى الأحسن لكن بشرط أن تمسكي أعصابك ولا توتريه وتكوني حنونة.

د. جاسم المطوع والفريق الاستشاري معه ب/ خدمة معين / يتمنى لك التوفيق

معين.. ونعين