الغضب وكثرة الحركة عند طفلي

المشكلة:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، عفوا دكتور حالياً انا بعيدة عن بيت عيالي لأني في وضع انفصال، لكن ولدي في عمر السنتين سريع الغضب ودايم البكاء وحساس لأي كلمة رفض يسمعها. كيف ممكن اسيطر على هذه المشاعر واتعامل معه أفضل بما أن هو فيه فرط حركه وانا ايضا فيني فرط حركه واعرف أعراضها ولكن تقل شوي شوي مع تقدم العمر ولكني انا بنت ممكن الولد غير؟ اتمنى الإفادة.

الحل:

السلام عليكم.

السيدة ...... حفظك الله.

إن فريق "معين" للدعم الاستشاري للخطة التربوية يرحب بك.

بالنسبة لسؤالك حول العناية بصغيرك الذي عمره سنتين في الأوضاع الصعبة:

طفلك يتأثر بالجو المحيط به، فإذا أردت أن يكون مرحا و لطيفا ودودا ومطيعا فما عليك إلا أن تنشري حوله المرح والفرح والضحك واللعب، ونحن نشر بمشاعرك بسبب ظروفك الخاصة التي تمرين بها، لكن طفلك لا ذنب له وهو يحتاج إلى أن ينمو نمواً سليما في جو صحي حتى لا يتأثر سلوكه سلباً.

إن سيطرتك على مشاعرك وضبطك لانفعالاتك أمام الطفل خير وسيلة لضبط مشاعره ومساعدته على التخلي عن البكاء والغضب والعناد؛ فالسلوك الذي تريدينه منه يمكن أن يتمثله إذا رآك تتمثلينه في سلوكك معه.

أقترح عليك التالي:

1-إن ضبط انفعالاتك واستقرار حالتك النفسية وحرصك على أن تسير حياتك مع طفلك سيراً طبيعياً، وعدم السماح للحزن والقلق أن يسيطر على جو البيت سيساعدك ويساعد طفلك على نموه نموا سليما.

2-لا تجعلي من الخلاف مع الأب سبباً لفقدان طفلك جانباً من جوانب الحياة الطبيعية، فمن حقه أن يلعب ويشتري الألعاب من السوق ويخرج في نزهات ويزور الآخرين ويعقد صداقات مع من هم في مثل سنه إلخ.

3-من المهم أن يشعر طفلك بالحب والحنان، وأن تسود روح الدعابة والمرح والسرور تفاصيل حياتك معه، فتشاركيه الألعاب وتحكي له قصص ما قبل النوم وتعلميه الاناشيد وما يحتاج في جو من اللعب والمرح.

4-من المهم جدا أن تشعريه بالأمان والحماية، وهو الشعور الذي يحتاجه الطفل من أمه في السنوات الأولى من عمره ويحتاجه أكثر من أبيه بعد سنوات. لكن هذا لا يعني أن تخافي عليه من كل شيء وتضربي حوله سوراً من الحماية تقيد حريته، وإنما المقصود أن تشعريه بالثقة بك وبنفسه ومن حوله، وتعلميه كيف يحمي نفسه.

5-ينبغي التوازن بين الحنان والحزم في التعامل مع طفلك، فكثير من الأمهات يفرطن في تدليل أبنائهن ولا يرفضن لهم طلبا بحجة أن والده غائب، فتريد تعويضهم عن ذلك بالدلال الشديد وتوفير كل شيء يريدونه بإفراط، والتغاضي عن أخطائهم وعدم تكليفهم بشيء بحجة أنهم عانوا كثيرا من عدم وجود والدهم فلا تريد أن تزيد معاناتهم. وهذا السلوك خطير جدا على تربية الطفل، وينتج طفلا مشوه الشخصية لا يصلح لشيء. فتلبية حاجات الطفل باعتدال والحزم معه عند الخطأ يضمن بناء شخصية متزنة لطفلك.

6- من أهم الأساليب التي تعوض طفلك عن عدم وجود أبيه معه أن تربيه على الاعتماد على نفسه، وذلك بتكليفه بالقيام بالأعمال التي تخصه حسب سنه وقدرته، فيمكن أن تطلبي منه المساعدة في ترتيب أغراضه وألعابه ويرمي الورق في سلة المهملات ويذهب لشرب الماء بنفسه، ويساعد في إعادة الاطباق الخفيفة إلى مكانها وهكذا.

7-لا ينبغي لـطفلك أن يعتزل الآخرين فلا بد أن يشاركك زيارة الأقارب والجيران والأصدقاء، خاصةً إذا كان عندهم أطفال في مثل سنه ليعقد معهم صداقات يكتسب منها مهارات التواصل مع الآخرين.

8-وهذا رابط لمقطع مرئي للدكتور جاسم المطوع يتحدث فيه عن كيفية تربية الأبناء من قبل الأم حال عدم وجود الأب بسبب الطلاق، نرجو أن تجدي فيه توجيهات أخرى تفيدكhttps://www.youtube.com/watch?v=ND6ESAD9XzI

  • بخصوص فرط الحركة، إن من أسباب المشاغبات وكثرة الحركة محاولة طفلك لفت نظرك إليه، فهو يحتاج منك إلى زيادة الاهتمام باللعب معه والحديث معه حتى لا يضطر إلى المشاغبة من أجل لفت نظرك إليه، وكلما أدمجته معك في أعمال اليوم وشاركته في نشاطاتك سوف تلاحظين تلاشي حركته غير المرغوبة.

 

  • هذه بعض الإرشادات التي تخفف من فرط حركته

1- الابتعاد ما أمكن عن تناول السكريات والمواد المنكهة والملونة التي تكثر في حلويات الأطفال والشيبس والجلاتين، فهي تسبب فرط النشاط الزائد وتقلل شهية الطفل للطعام فضلا عن أضرارها الأخرى، واستبدالها بالفواكه الطازجة والعصائر الطبيعية.

2-إشغاله بالألعاب الحركية الفردية والجماعية مثل قيادة الدراجة والركض في الحدائق واللعب بكرة القدم وغيرها من الألعاب التي تفرغ طاقة طفلك فيما يفيد فيتوقف عن إزعاج الآخرين.

3- تكليفه بأعمال تناسب قدراته وسنه وتعزيزه عليها من الأساليب التي تساعد على امتصاص فرط الحركة غير المرغوبة. فيمكنك استثمار طاقته في مساعدتك في طوي الملابس أو ترتيب ألعابه أو نقل الأشياء الخفيفة من مكان لآخر تحت إشرافك.

4-الاهتمام بالتعزيز الإيجابي بالمكافآت عند تحقيق الإنجاز أو استجابته لتعديل السلوك.

5-إظهار الحب والعطف سواء بالكلمة او الابتسامة أو اللمس باليد، فهو يحتاج إلى أن يشعر بالتقدير والقبول حتى يتقبل توجيهات تعديل السلوك.

6-الابتعاد عن تذكيره بسلبياته، والبحث عن نقاط القوة فيه وتعزيزها والبحث في تصرفاته عن هواية أو موهبة لتنميتها من أجل أن يشعر بذاته.

7-عند توجيهه من المهم استعمال لغة سهلة وجمل بسيطة وجها لوجه وأنت تنظرين في عينيه وتنزلين لمستوى قامته للتأكد من فهمه لما تقولين.

8-من المهم المحافظة على النظام اليومي وعدم تغييره فجأة فهو يحتاج إلى الاعتياد على نظام ثابت حتى يستجيب له.

9-يكتسب طفلك كثيرا من سلوكه من محيطه، وفرط حركته تستفز الأهل فإذا استجابوا للاستفزاز وتعاملوا معه بعصبية سوف يثيره هذا لمزيد منها؛ لذلك من المهم ضبط أعصاب الأهل و البقاء هادئين ومعالجة مشاغباته بهدوء، فيتأثر بهدوء أفراد أسرته ويقلدهم.

10- طبيعة العلاقة بين أفراد الأسرة لها دور في التخفيف أو زيادة سلوك الطفل غير المرغوب، فالعلاقة الهادئة المفعمة بالود والهدوء لها دور كبير في التخفيف من مشاغباته.

11- قضاء وقت مرح مع الطفل له أثر كبير في التخفيف من إزعاجاته وإكسابه شخصية مرحة.

د. جاسم المطوع والفريق الاستشاري معه ب/ خدمة معين / يتمنى لك التوفيق

معين.. ونعين