ابني يحب الضرب

المشكلة:

جزاكم الله خير دكتور، انا ابني الان عمره ست سنوات اواجه صعوبات معه في تهذيب طبعه فهو مع كونه خواف ولا يذهب الى الحمام إلا برفقة أحد. .. مع كونه كذلك إلا أنني أجد فيه عنفوانيه يحب الضرب، يحب ضرب الاشياء ويتخيل انها أشخاص، عنيف في تعامله مع الأشياء فأحيانا يكسرها وعنيف في لعبه مع اخته ويقهرها دائما ويضحك على ذلك ولا يبالي بمشاعرها. مع اني استخدمت معه وسائل كثيرة و بالتدريج أولا من خلال الحوار أثناء الموقف، هل هذا التصرف صحيح ؟هل ترغب أن يفعل أحد بك ذلك؟ كيف شعورها الآن؟ ماذا تتوقع؟ هل يرضيك ذلك؟ ثانيا بعدها أن عاد خلال فترة قصيرة للإزعاج . أعدت عليه الكلام وأردفه بالتنبيه على العقوبة أن عاد، طبعا بعد ان اجعل اخته تأخذ حقها منه اقول له سأزيد في المرة المقبلة العقوبة بكذا وكذا أما الحرمان من الشاشة او عدم الذهاب للبقالة. ثالثا وهذا مؤخرا اليوم بعد العقوبة بعدم الذهاب للبقالة، قال أحسن لا اريد الذهاب وأريد أن أكمل ضربا لأختي بالكيس الذي معه (شيء يزعج فيه اخته)، قلت له إذا ستفاجأ بالعقوبة لو فعلت وتركتها أحزنني كثيرا حبه للأذية وهل هذا طبيعي؟ وقلت له اسمع انت كبرت وأصبحت تعرف ما الخطأ وما الصواب فإن فعلت الخطأ وسمعت كلام عدوك فسأضربك تحت قدمك ضربة واحدة.. وقتها سيضحك عليك عدوك إن نال منك وهذا رحمة بك حتى لا تتعود على ما تصنع من الإزعاج للآخرين والأذية فأنت صغير مرفوع عنك القلم وان استمريت على ذلك فستحمل ذنوب كثيرة على ظهرك يوم القيامة وتندم.. وهذه مصيبه كبيره، كنت أكلمه بحراره وبيدي المعلقة من الخشب اقول له بهذه .. لا تسمع كلام الشيطان.. فيضحك عليك.. هل ما صنعت جيد؟؟ علما انه ممنوع الضرب عندي الا للضارب فإنه يضرب كما ضرب اعززه بأن أنبهه كم انت لطيف وقت المواقف وحنون.

الحل:

السلام عليكم،

السيد(ة) الفاضلة حفظك الله.

إن فريق "معين" للدعم الاستشاري للخطة التربوية يرحب بك.

بالنسبة لسؤالك حول ضرب طفلك بعمر 6 سنوات لأخته:

سيدتي الفاضلة طفلك مازال في عمر صغير وهذه المرحلة العمرية لا يستطيع فيها التعبير عن احتياجاته ومشاعره مثلنا نحن الكبار وقد يمر بنوبات غضب وبكاء وصراخ وضرب ... 

ويعد الغضب عند الأطفال عاطفة طبيعية ومفيدة تعلم الأطفال أن الأمور ليست عادلة أو صحيحة دائما، وهي وسيلة للتعبير أيضًا عن رغبة في لفت انتباه الكبار وخاصة الأبوين، وغالبا يضرب أخته بسبب الغيرة منها ورغبة منه في لفت انتباهك كأم، وبشكل عام لعب الأولاد عنيف أما ما يخص العنف بشكل عام فهناك عدة أسباب له منها: 

 1-ممارسة القيادة من طفلك على أخته .

2-عدم إشباع حاجة طفلك إلى الاهتمام فيلجأ إلى الحصول عليه بأي شكل حتى لو عن طريق القيام بسلوكيات تلفت الانتباه وإيذاء أخته.

3-التنافس والاقتتال على المقتنيات. 

4-الفراغ والملل وعدم قدرة الطفل على الحركة الطبيعية بسبب ضيق البيوت.

5-التعامل الخاطئ لحل المشكلة من قبلكم كإجبار طفلك على التنازل عن حقه لأخته مثلا إجبار عبد الرحمن على التنازل عن حقه لأخته الصغيرة بحجة أنها لا تفهم وأنت قد أصبحت كبيرا الخ.

6- سلوك العنف قد يكون مكتسب من الأهل حيث أن 80% من سلوكيات العنف لدى الأطفال سببها الأب أو الأم أو الاثنين معا .

7-قد يعود السبب لما يشاهده على الشاشات من مشاهد عنف وقتل وضرب وما يلعبه من ألعاب تزرع العنف داخله. 

8- بالنسبة لكلامك معه حول الشيطان والذنوب ففي سن طفلك لا ننصح به بل فقط عليك معرفة أصل وسبب عنفه والعمل على حلها بدلا من العقاب والتخويف أو اللوم .

اليك مجموعة من الاقتراحات للتعامل معه: 

1-تجنبي التعامل مع ضربه بالصراخ والعصبية الشديدة والضرب أو التهديد، فهذا الأمر سيعطيك نتيجة عكسية ويزيد المشكلة.

2-يجب أن تنسحبي نفسيا من العراك، أي عندما يتشاجر الإخوة إذا كنت من النوع الذي يستفز بسرعة ويبدأ بالصراخ عليهم وفرض الأوامر وإعطاء حلول لإنهاء المشكلة فلابد أن تتوقفي قليلا واسألي نفسك ما الذي يحدث معي بالضبط؟ ما الذي أشعره حين سماع أصواتهم ما الذي يوترني .. أحيانا شجار الإخوة تفسره الأم فشلها بالتربية و أنها أخفقت بتعليمهم الأخلاق أو الحب.وهذا الكلام غير صحيح , فأولاد أحسن العائلات تربية سيختلفون ويتشاجرون.

  1. اعطيهم فرصة للتعامل مع الموقف دون أن تتدخلى حتى يتعلموا الاعتماد على أنفسهم، حتى إذا لم ينجحوا فى حل النزاع فالمحاولة تنمى مهاراتهم، وقاومى الاستجابة لصراخهم طالما لم يتحول الأمر إلى عراك بالأيدى.

  2. اشرحي له مرارا وتكرارا ان الضرب مرفوض من الجميع وكوني المثل والقدوة له وأخبريه هذه اليد الجميلة ليست للضرب.

  3. الحوار معه بهدوء وتوجيهه دوما الى ما هو صواب والصبر عليه حتى لو كرر الخطأ حيث أن الطفل ينسى ويحتاج الى الصبر والنفس الطويل .

  4. لا تغضبي منه إذا شعرت بأنه يحاول لفت انتباهك فهذه الفترة ستمر سريعا وتذكري دوما أنه لا يريد إزعاجك بل يحتاج إلى اهتمامك.

  5. اعدلوا بينهم في المشاعر سواء في توزيع القبلات والأحضان أو في الرعاية والاهتمام والحنان، حتى لا تزرع بذور الكراهية والغيرة في نفوس الاخوة دون أن تشعر، لأن عدم المساواة في التعبير عن الحب أخطر سبب يؤدي إلى الغيرة وعدم الحب بين الإخوة.

  6. ابتعدي عن التحقيق ولا تهتمي بمن بدأ الشجار ولا من ضرب من و انتبه وأركز على المشاعر واصف الذي أراه : أنت ياعبد الرحمن غضبان وأنت يا فلانه حزينة أو أنت يا فلانه تريدين المكعبات وأنت ياعبد الرحمن لا ترغب بالمشاركة .. ثم أعطي تقديرا للموقف مثل ممممم انه لموقف صعب  ثم ابدأ بهدوء وأقول: ولكنني أثق أنكما تستطيعان أن تتحدثا سويا وتجدان حل يناسبكما … سأكون هنا بالمطبخ وانتظر الحل الذي توصلتما له.

  7. أنصحك بتقليل التوتر من ابنك من خلال اللّعب والركض والابتعاد عن الشاشات ومشاركته الأنشطة واللّعب والرسم وألعاب التركيب.. وإن استطعت أن تحضري له قطّة لأن المسح عليها بحنان يخفف التوتر.

  8. ان استمر بالضرب كوني حازمة ولا تسمحي له بضربها بإمساك يده بكل حزم وهدوء وقول ممنوع تضرب أختك فالناس ليست للضرب وأخبريه أن كنت تريد شيء فيجب التعبير عن ذلك بالكلام وليس بالضرب .

  9. ايجاد عشرين دقيقة أكثر من مرة في الاسبوع للاختلاء مع كل طفل وقضاء وقت معه وحده والمشاركة في نشاط معين… فقط أنا وهو بعيد عن الهاتف أو أخته ليشعر انه مهم وان هذا وقت مقدس لنا…

  10. ان لم يتوقف عن الضرب بعد فترة من تطبيق ما سبق هنا عليك حرمانه من شيء يحبه كثيرا كنزهة أو التلفاز وغيره.

  11. يجب أن نعرف أن الطفل في هذا السنّ لم يكتمل جهازه العصبي بعد لذا هو لا يستطيع أن يسيطر على انفعالاته بشكل جيد، و ستجدينه في تحسّن مع الأيام وسيتغير إلى الأحسن لكن بشرط أن تمسكي أعصابك ولا توتريه وتكوني حنونة.

  12. وأخيراً أسأل الله أن يؤلف بين قلوبهم ويحفظهم من كل سوء إنه ولي ذلك والقادر عليه.

د. جاسم المطوع والفريق الإستشاري معه ب/ خدمة معين / يتمنى لك التوفيق

معين .. ونعين