الصوت العالي

المشكلة:

السلام عليكم، ايها الدكتور الكريم والسلام على الطاقم، اشكركم جزيل الشكر على إجابتكم على استشارتي، ابنتي بعمر ثلاث سنوات تتكلم طوال الوقت بصوت عالي ولما اطلب منها خفض الصوت تزيد في رفعه وحينما اشدد عليها تخفضه مدة قصيرة جدا وترفعه، تستيقظ من النوم بالصراخ او مناداتي او الاغاني بالصوت المرتفع وحينما أطلب منها خفض الصوت لان الجيران مازالوا نائمين لا تبالي ... ورغم غلق أذني ومحاولة الشرح لها ان اذني تأذت من الصوت العالي إلا أنها بدون جدوى...هل يجب على معاقبتها؟ وماهي طريقة العقاب؟ ام ان صوتها في الأصل مرتفع ويجب على فقط أن أكرر الطلب حتى تتعود؟ مع العلم انني انا ايضا صوتي مرتفع غير انني أصبحت اتحكم فيه بعض الشيء، اما والدها فيتكلم بصوت منخفض طوال الوقت والمشكلة الثانية التي اواجهها معها أنها أصبحت كثيرة الكلام، فالحمد الله على أنها أصبحت تقول بعض الجمل غير أنها أصبحت كثيرة الأسئلة وفي غالب الأحيان تكرر نفس السؤال مرات عدة واجيبها نفس الإجابة وتسكت قليلا تم تسألني إلى أن يضيق بي واطلب منها السكوت، ونفس الشيء تقوم به مع والدها. فهل هذا مسألة عادية في هذا السن؟ ام ماذا؟ فمثلا تقول لي حينما نستيقظ هل هذا الصباح فأجيبها نعم الصباح تم تقول ليس الليل اقول لا الصباح تم تقول هل هذا الصباح وهكذا ...إلى أن يضيق بي شكرا جزيلا .

الحل:

السلام عليكم،

السيدة ..... حفظك الله.

إن فريق "معين" للدعم الاستشاري للخطة التربوية يرحب بك.

بالنسبة لسؤالك حول تدريب طفلتك بعمر ثلاثة سنوات على التحدث بصوت منخفض:

1- أختي الفاضلة طفلتك حديثة العهد بالكلام، وطريقة كلامها مكتسبة من البيئة المحيطة بها، وأكثر شخص تكتسب منه الكلام هو أنت، وكما أنها اكتسبت منك الكلمات وطريقة النطق بها اكتسبت كذلك الصوت العالي.

2- وبما أنك تنبهت إلى الأمر فتدربت على خفض صوتك خلال الحديث فمن المفيد أن تخضعي طفلتك إلى التدريب ذاته. ويبدو أنك لا زلت تتحدثين بصوت مرتفع والدليل أن ابنتك اكتسبت هذه العادة منك. إذن فالأمر لا يقتضي عقابا؛ لان طفلتك لا تتعمد مخالفتك لأنها تقلد طريقتك بالكلام بشكل لا إرادي.

3- فإذا نجحت في تدريب نفسك على خفض صوتك فسوف تنجحين في تدريب طفلتك نظريا وعمليا ومن خلال القدوة على خفض صوتها، فلا تملي من إرشادها.

4-ويمكن أن تعقدي معها مسابقة من منكما يستطيع أن يخفض صوته مدة أكبر ومن تفوز تستحق جائزة يقدمها الأب، ومن المفيد ان تسمحي لها ان تفوز أحيانا حتى تشعر بالإنجاز وتعتاد على الصوت الخفيض.

5-أما تكرار الكلام وكثرته فسببه حداثة العهد بالكلام، فتكرار الكلام وكثرة السؤال والمناداة بالنسبة لها لعبة مسلية علاوة على أنها في مرحلة اكتشاف ما حولها وأنت نافذتها الأولى على العالم منك تتعلم كل شيء، فإذا لم تنادك فمن تنادي؟ وإذا لم تسألك من تسأل؟!

6-وليس دورك بوصفك أما محصورا في الإجابة عن أسئلتها وإنما في تعليمها آداب الكلام فننصح ألا تملي من تكرار تقديم النصيحة لها بالتزام آداب الكلام مثل عدم مقاطعة المتكلم، فمن المفيد أن تقولي لا: لا تقاطعي الآخرين عندما يتكلمون انتظري حتى ينتهي المتكلم من كلامه ثم اطلبي إذنا للكلام.

7- لكن مبالغة طفلتك في مناداتك وكثرة تكرار أسئلتها نفسها مع انها تتلقى الإجابات منك مرارا يدل على أنها تحتاج إلى أن تنتبهي لها وتكلميها وتلاعبيها وتقضي معها وقتا أكثر.

8- إن مجرد وجودك معها في المكان نفسه لا يشبع حاجتها إلى اهتمامك بها، فهي تريد منك أن توليها كل اهتمامك نظرك وسمعك وكلامك ولمساتك حتى تشعر أنك معها. وبسبب محدودية ثروتها اللغوية تلجأ إلى المناداة وتكرار السؤال مرات ومرات حتى تحظى منك بكلمة.

9- ومن أجل التخفيف من كثرة مناداتها وتكرار أسئلتها من المهم أن تزيدي من الوقت الذي تقضيه معها مع عدم الانشغال بشيء آخر في ذلك الوقت.

10- ومن المفيد أن تشغليها ببعض الألعاب التعليمية التي تجذب الطفل وتشوقه، والألعاب المناسبة لهذه السن كل لعبة تتحرك وتصدر أصوات وأضواء متنوعة ولها ألوان ملفتة فالطفل ينجذب إلى هذه الأشياء ويتعلم منها.

د. جاسم المطوع والفريق الاستشاري معه ب/ خدمة معين / يتمنى لك التوفيق

معين.. ونعين