ابنتي تتعرف على ذكور على وسائل التواصل

المشكلة:

السلام عليكم لدي ابنه عمرها 12 سنه.. اكتشفت مؤخراً انها تقوم بالتعارف عن طريق وسائل الاتصال بالتعارف على اشخاص لا تعرفهم ومنهم ذكور.. مع العلم أنى قمت بتحذيرها من استخدام وسائل الاتصال كالسناب شات والإنستغرام ولكن قامت بفتح حسابات بدون علمي ولم تصارحني على الرغم من نصيحة اختها لها بمصارحتي حاولت الوصول لتفكيرها ولكن في كل مره اتكلم معها لا تصارحني ولا تتكلم معي ولكن تلتزم الصمت وأحيانا ارى دموعها ولكنها تبكي ايضا بدون صوت.. حاولت الوصول لتفكيرها بطريقه الصداقة وحتى انني احكي لها قصص ومغامرات من خيالي وأخبرها أنى فعلت كذا وكذا في مراهقتي واحاول ايصال رسالة لها انني كنت اتحدث مع والدتي بكل شي ولكنها لا تتحدث معي ابدا.. وحاولت ان اطلب منها ان تتقرب من اختها بحكم فرق السن البسيط بينهم (سنه و10 شهور) وان تخبرها عن اي شي إذا احست انها لا تستطيع الكلام معي وطلبت من اختها المحاولة ان تتقرب منها ولكن في كل مره تحاول اختها الكبرى ان تصل لتفكيرها لا تصارحها ولا تتكلم معها بالرغم من انهن في غرفة واحده.. حاولت استخدام اساليب اخرى عنيفة ولكن لم تصب ايضا.. لا اعلم ماذا يمكنني ان افعل لأن أصل لتفكيرها واكسب ثقتها لتحكي لي ما يدور في عقلها ويومياتها … ارجو مساعدتي

الحل:

السلام عليكم

السيد(ة) .... حفظك الله

إن فريق "معين" للدعم الاستشاري للخطة التربوية يرحب بك

بالنسبة لسؤالك حول تعارف ابنتك على ذكور على وسائل التواصل وهي بعمر 12 سنة

بداية نشكرك لحرصك على تربية ابنائك، ونسأل الله أن يعينك على ذلك، ولا شك أنك ستحتاجين لبذل مجهود أكبر الآن لأن ابنتك دخلت مرحلة المراهقة وربما قد وصلت سن البلوغ، وفي هذا السن تنشط الهرمونات التي تجعلها تبحث عن هذه الأمور حتى تشبع غرائزها

 1-لا تقلقي ولا تجزعي ولا تقولي أشعر بالصدمة فلا داعي لذلك فعليك أن تنظري لها نظرة رحمة وليست نظرة استغراب، فهذه النظرة هي التي يجب أن تتعاملي بها معها فهي في سن متقلبة وفي طور النمو، ولكن يبقى على عاتقك أن يتم توعيتها بمرحلة البلوغ، وستصبح أفضل بإذن الله، ولا تقلقي فالله معك ويسددك، ويسعدنا في معين أن نكون بجانبك ونرشدك لكيفية التعامل مع هذه المرحلة التي ستمر على خير بإذن الله

 2-أفضل شيء يمكن فعله في مثل هذه المواقف هي تربيتها على مراقبة الله وتقوية الدافع الديني فأنت قد ضمنت ابنتك في حماية الله وفي ذمته، لكن عندما تربينها على ان تترك ما تفعل لأنك تراقبينها وتفرضين سيطرتك عليها 

بسحب الجوال أو حذف البرامج، فربما تتظاهر بأنها لن تشاهد أو ستفعل ما يرضيك وسوف تعود لما تفعل سواء بعلمك أو بدون علمك كما فعلت معكم، فهي بشر والشيطان والنفس والدنيا كلها مغريات ولكن لا تقلقي واسألي الله الهداية لها وتضرعي إلى الله بالدعاء أن يحفظها منكل سوء، وأسأل الله أن يعينك على ذلك

3-مرحلة الطفولة المبكرة لحد سن السابعة هي أفضل ما يمكن غرسه في الطفل من مراقبة الله والتريبة الجنسية وتنمية الأخلاق الحميدة، فإن كان هناك تقصيراً في هذه المرحلة ستجدين التربية في هذا العمر أصعب لكن لا يعني ذلك عدم جدوى التربية الآن ولكن نلفت انتباهك إلى أهمية غرس مثل هذه المعاني في الطفولة وتنميتها في هذا السن

4-الدعاء ثم الدعاء ثم الدعاء، فهما فعل المربين من جهد في التربية لا غنى عن الدعاء بأن يحفظ الله الأبناء لأننا لا نستطيع صحبتهم في كل مكان أو نتابعهم في كل وقت فالله خيرٌ حافظاً وهو أرحم الراحمين

5-لا تيأسي في التقرب منها من المهم الاستمرار وعدم الاستعجال فبناء علاقة معها كالصداقة يأخذ وقت، تقربي منها واعرفي ماذا تحب وماذا تكره، وقوي علاقتك بها عن طريق حبها وإظهار ثقتك بها وعطفك عليها، ومشاركتها أنشطتها، واجعلي هدفك هو أن تكوني مقربة لابنتك وتشاركك في كل شيء أكثر من حرصك على تقويم سلوكها، فإن كنت قريبة منها فهي تلقائياً ستتأثر بك وتقتدي بك.

6-لا تغيري معاملتك لها بسبب ما قامت به، فلا تقاطعينها أو تكشرين في وجهها، أو تعاملينها بقسوة، فأنت تحبينها لأنها ابنتك وليس لأنها أحسنت أو أساءت السلوك، فمن الجميل أنك تحضنيها وتعطيها الحب، ومن الجميل أنك أثرت على والدها حتى لا يستعمل أسلوب القسوة معها

7-أفضل ما يمكن القيام به لمعالجة كل ما يتعلق بالمواضيع الجنسية هي الحوار، وأن يتم الحوار معها حول هذه المواضيع والإجابة على أسئلتها في حدود عمرها، ولا أعلم إن كنت هيئتها لهذه المرحلة بالحديث عن مرحلة البلوغ وخصائصها وكيف تتعامل مع الأمور فهذا مهم وعليك أن تقومي به إن لم تقومي بذلك ويوجد على صفحة موقع الدكتور تفصيل كامل بذلك في مقال بعنوان "التربية الجنسية"لكل الأعمار

http://www.drjasem.com/2016/03/47-%D8%AE%D8%B7%D9%88%D8%A9-%D8%B9%D9%85%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D8%B3%D9%8A%D8%A9/

 8-لابد أن تعلم من خلال الحوار أنكم تتابعونها، وكذلك تقوية الدافع الديني وهو اقوى سلاح  

 ناقشي معها سلبيات إطلاق البصر وأهمية غض البصر، وكيف يمكن تحفظ شهوتها عن النظر للشباب بهذه الطريقة وبثي في نفسها الطمأنينة أنك تريدين فقط نصحها ودعيها تفضفض لك، وحاولي أن لا تشعريها بأنك تراقبينها وأنك تثقين بها

9-لا تيأسي أبداً، ولا تقولي كلمناها وما استفدنا، الموضوع يحتاج متابعة وبالتدريج ستدرك ذلك وستصبح أكثر نضجاً

10- حاوريها واسمعي منها أولاً، قولي لها لماذا جذبك هذا الشاب؟ واسمعي منها؟ ثم قولي لها كيف يمكن أن يحصل هذا الحب؟ ما هي خطواته؟ واسمعي منها

11-ثم قولي لها وماذا بعد ذلك؟  هل سينتبه الشاب لحبك؟ وماذا بعد ذلك؟ هل سينتهي الأمر بالزواج أم علاقة عابرة؟

12-ثم قولي لها لا توجد علاقة مستقرة تستمر بدون زواج فالزواج عقد وثيق توثق فيه أي علاقة، أما عدى ذلك فهي علاقة عابرة تعقبها حسرة وشعور بالنقص والإهمال لأن الشاب بالعادة يفرغ شهوته ولا يحب الارتباط بمثل هذه العلاقات

13-ثم قولي لها هل تريدين أن تعرفي هل هذا الشاب يفرغ شهوته فقط، وأنت تعنين له أم لا؟ ثم قولي لها هل تريدين أن تعرفي هل أنت تحبينه فعلاً وتريدن أن يكون زوج لك أم مجرد شخص تريدن أن تسمعي منه كلام غزل وحب فقط دون أن تري شخصيته وكيفية تعامله؟

14-ستقول نعم، ماهي العلامات؟ قولي لها هناك علامات تبين لك هل هذه العلاقة تسير في الطريق الصحيح أم لا؟ هل أنت تفكرين بطريقة صحيحة في علاقتك معه أم لا؟

15-أول علامة هي كيف يتعامل معك؟ هل بدأ معك بكلمات حب؟ هل طلب منك صور؟ هل طلب أن يراك ويسمع صوتك؟

-هل يكثر من الغزل؟ 

-هل يهتم بك؟

-هل أخبرك أنه ينوي أن يعرفك على أهله؟

-هل يتحدث معك عن المستقبل وعن فتح بيت؟

16-إن كانت الإجابة على هذه الأسئلة غير مناسبة فمعنى ذلك أنه يتلاعب ويريد فقط أن يشبع شهوته، لابد أن تخاطبي طفلتك بهذه الطريقة، حتى تدرك خطأها، حتى تنضج وتتعامل مع هذه التجربة بنضج، وليس فقط إرضاء لنزواتها، ولابد أن تعرف أن هذه المرحلة تلعب الهرمونات دور تجعلها تفكر بطريقة غير ناضجة وتريد أن تسمع فقط كلمات الحب، وكذلك الشاب يريد فقط أن يفرغ شهوته، ثم قولي لها أضرار الاستمرار في ذلك، وكيف يمكن أن تخرج من هذه المرحلة بسلام

17-ثم ابدئي بتصحيح المفاهيم لديها، وتصحيح فكرها، ثم أخبريها أنه لا يأتي الحب فجأة، بل يسبقه مراحل، منها النية للزواج، ثم الخطبة والتعارف، ثم القبول، ثم نية الزواج والإعلان الرسمي، وكل ذلك يتم بعلم الأهل وموافقة الطرفين، وليس بالتواصل عبر الانترنت فقط، وأن الحب الحقيقي يأتي مع الوقت بالعشرة والمواقف التي تحدث بينهم، وليس اندفاع عاطفي فقط

18-الجلوس معها جلسة أخرى، وحاولي أن تشرحي لها معنى الإعجاب والعلاقة بين اثنين بأنها لا تكون إلا في إطار الزواج، وأن هذا الحب بين الرجل والمرأة يتبعه زواج، وقولي لها أن الإعجاب لا يكفي؟ لابد من الوصول لمرحلة الحب الناضج بحيث تسألين نفسك هل هذا الشخص أستطيع أن أفتح معه بيت وأعيش معه؟ هل هو مستعد للزواج؟ هل يتحمل المسؤولية؟ أم أنه يلعب بمشاعري فقط؟ ولو كان يتحمل المسؤولية هل سأتزوج الآن؟ هل هو سيتزوج الآن؟ إذا كانت الإجابة لا! إلى متى سأستمر معه بهذه الطريقة؟ هل الأفضل أن أشغل نفسي بما يفيد؟ أم أستمر في علاقة غير ناضجة؟ وغير مضمونة؟

19-حاولي أن تشرحي لها أن الزواج له وقت معين عندما تكون ناضجة ومؤهلة له لأنه مسؤولية عندما تكون قادرة وناضجة 

ومؤهلة له لأنه مسؤولية عندما تكون قادرة وناضجة سيرزقها الله الزوج الصالح الذي يسعدها وتعيش معه بحب

20-الدعاء ثم الدعاء ثم الدعاء، فهما فعل المربين من جهد في التربية لا غنى عن الدعاء بان يحفظ الله الأبناء لأننا لا نستطيع صحبتهم في كل مكان أو نتابعهم في كل وقت فالله خيرٌ حافظاً وهو أرحم الراحمين

 21-بعد الحوار يمكنك وضع القوانين بالمشاركة مع ابنتك، وأخبريها ان هذا من صالحها لأن الإنسان معرض لوسوسة النفس والشيطان ويجب ان لا يدع لنفسه والشيطان مجال يوسوس له بأن يقطع كل الوسائل التي تؤدي إلى ذلك، كأن لا يجلس منفرداً بغرفته ومعه الأجهزة الإلكترونية، أن يوضع جهاز الكمبيوتر في الصالة مثلاً أمام مرأى الجميع، أن توضع مواقع التصفح واليوتيوب وغيرها على الوضع الآمن، وأخبريها أنه من الأفضل أن لا تقوم بتحميل برامج وسائل التواصل الاجتماعي والأفضل أن تقوم بحذفها لأنها لم تحسن استخدامها،  وأخبريها أننا نحن الكبار نقوم بذلك لأن الجميع معرض لوساوس الشيطان وحتى يرضى الله عنا ولا نسمح لأنفسنا برؤية مثل هذه المقاطع المفاجأة ،كذلك وضع قوانين حول كم المدة المسموح له فيها ان تتصفح الهاتف الذكي أو الجهاز المحمول أو أي جهاز تقني، وما هي التطبيقات المسموح لها بالتعامل معها، وحاولي ان تكوني حازمة في تنفيذ هذه القوانين، وتذكيرها ان ذلك لمصلحتها

 22-كوني لها قدوة، وتعاملي معها بهدوء وصبر ولا تيأسي وحاولي معها حتى يصلح حالها واستمري في المحاولة والدعاء

23-حاولي مساعدتها على إيجاد الصديقة البديلة الصالحة، وذكريها دائماً انها في معية الله وأن الله مطلع عليها دائماً وشجعيها على الحرص على المبادئ التي قمت بتعليمها لها، وأن الإنسان عليه أن يختار الصديق الصالح كما وصى الرسول عليه السلام

 24-أظهري لها مشاعر الحب والاهتمام دائمًا وأشعريها بالاحتواء وتقربي منها وتحدثي معها في حوارات مفيدة، واشغلي وقتها بالنشاطات المفيدة والمتعددة أو أحد التمارين الرياضية المفضلة لديها وتابعي معها الأفلام المسلية والمناسبة لها، لأن الشباب والفراغ مفسدة للمرء أي مفسدة، وكل ذلك بأمر الله، لذا عليك أن تحرصي على شغل فراغها وتنمية موهبتها بالشيء الذي تحبه والذي تميل للبحث فيه اكتشفيها وساعديها على أن تملأ وقتها، فالطفل الذي يجد جدوله ممتلئ لا يفكر بمثل هذه الأمور، وسيكون راضياً عما يقوم به إن أحبه

25-اشتري لها كتباً تخص هذه المرحلة واجعليها تختار كتابا في موضوع تفضل

26-اجعليها تحافظ على أذكار الصباح والمساء حتى تكون في حصن ودرع من كل ما يعترضها، فمن ضمن الأذكار ذكر (اللهم عافني في سمعي اللهم عافني في بصري اللهم عافني في بدني....) فإن واظبت عليه سيعافيها الله في بصرها وسيعافيها من مشاهدة مثل هذه المقاطع

27-علميها أنها إن قامت بالتحدث مع الشباب بهذه الطريقة من غير علاقة شرعية فهي تغضب الله، وأن الشاب لا يثق بالفتاة التي تتحدث معه، ولا أهله يثقون ولا يرضون أن تستمر هذه العلاقة، فإنه سيقول إنها تتحدث مع غيره 

وعليها أن تعتذر أو تتطلب التوبة من الله إن قامت بذلك أو تفكر بذلك

28-اجعلي والدها يتقرب منها ويتحاور معها ويعطف عليها ويقبلها، يأخذها في نزهة خاصة هو وهي، يقدم لها هدية، حتى تشعر بالحب والأمان مع أبيها ولا تضطر لتفرغ مشاعرها بطريقة غير شرعية

29-طبقي هذه الاقتراحات مع دعائك لها وتعاملك بهدوء وحكمة، وتابعيها وستجدين خيراً بإذن الله، ومثل هذه الأمور لا ضمانة لها فالهداية بيد الله والله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين وطالما أنك تبذلين الأسباب في التربية فالله سيحفظ ابنك بعملك الصالح، وسنبقى في معين بجانبك خطوة بخطوة

يمكنك الاطلاع على رابط للدكتور على قناته على اليوتيوب:

د جاسم المطوع - كيف نبين للمراهقين حرمة العلاقة بين الجنسين ؟

 

وفي الختام أسأل الله أن يلهمك الحكمة ويجعل ابنتك قرة عين لك 

د. جاسم المطوع والفريق الاستشاري معه ب/ خدمة معين / يتمنى لك التوفيق

معين.. ونعين