بنتي حساسة

المشكلة:

بنتي بعمر 12 سنة حساسه جدا كنت احاول ان احميها و ان اربيها بطريقه جيده فكبرت وهي تتوقع ان الناس كلهم طيبين الان تعاني مثلا كلمة ممكن تؤثر عليها او موقف من شخص ممكن ياذيها و يضايقها، اعلم ان المراهقه تزيد من هذه المشاعر فكيف اقوي شخصيتها و اخليها تتعلم ان مو كل البشر طيب وان لاتكون حساسه

الحل:

السلام عليكم

السيدة ....حفظها الله

إن فريق "معين" للدعم الاستشاري للخطة التربوية يرحب بك

بالنسبة لسؤالك حول   التعامل مع حساسية بنتي بعمر 12 سنة

بدايةً نسأل الله ان يحفظه و ان يقر عينيك به في الدنيا و الاخرة..

- نعم ابنتك ليست ضعيفةً الشخصية، وليست صاحبة شخصية مهزوزة أو نفسٍ مرتبكة، ولكنها بعبارةٍ أخرى  و كما ذكرتِ رقيقة ..حساسةً وصاحبة شخصية مُرهفة أي أنها تشعر بأن لديها عواطف تجول في نفسها فإذا جاء بعض الأشخاص ووجه إليها  تقد .. أو عبارةً قاسية  أو استفزها فإن هذه المشاعر تثور في نفسها و ربما تتحول إلى دموعٍ تنهمر من عينيها وتسيل منهما، فهذا راجعٌ إلى طبيعتها اللطيفة، وإلى طبيعتها التي تميل إلى شيءٍ من الرأفة وشيء من الرحمة.

- مضافاً إلى ذلك ما قد تشعره أيضاً من الحرج في بعض الأحيان، ومن المعلوم أن الإنسان إذا أُحُرج حصل له ارتباكٌ واختلاط في مشاعره، فربما انهمرت دموعها.. وهي بحمد الله لا تعاني من ضعفٍ في شخصيتها، ولكن أيضاً لابد من تعديل هذا الشعور، ومن تعديل هذا الخلق حتى تصل به إلى المستوى المطلوب.

-و حساسية ابنتك  في الغالب ناتج عن أفكار داخلية خاطئة تتبناها في تعاملها مع الجماعات التي تتعامل معها ، فالحساسية ناتجة عن فكرة تصدقها رغم عدم واقعية تلك الفكرة إلا أنها تسيطر على فكرها وتجعلها حبيسة ذلك، وتلك الأفكار مرتبطة بالانفعال السلبي الأمر الذي يجعلها تتحسس من أتفه الأمور فمثلا لو تحدثت عن شيء أو أبدت رأيها وسط الجماعة ولم يتم الانتباه إليها تنسب ذلك إلى مشكل في نفسيتها كون أنها غير قادرة على إبداء آراء ايجابية ، وكل هذه العوامل ناتجة عن طرق التعامل والتربية لأن تدريب الأطفال على الثقة بأنفسهم والسماع لهم من طرف الأسرة يسهم إلى حد كبير إلى تكيفهم داخل المجتمع وعدم وجود حساسية خلال الاندماج إلى جماعة الأقران ، وكحلول يمكن لنا تقديمها في هذه الحالة :

-التحدث والتواصل الدائم مع  ومحاولة التعرف على الأفكار الداخلية التي تسيطر عليها مع تفنيد الأفكار السلبية واستبدالها بأفكار ايجابية داعمة للذات.

 -عدم تقديم النقد المستمر لسلوكاتها وتصرفاتها و الاعتماد على الأسلوب الايجابي كتغيير سلوكها بالسماع لها وتقديم تبريرات .

-عدم نعتها بصفات سيئة عند إخفاقها لمهمة معينة إذ يجب أن تبرزي لها أن الخطأ ليس عيبا وإنما من الخطأ نتعلم ونقوّم سلوكاتنا .

-الاستماع إليها عند التحدث وتقييمها بطريقة ايجابية مع تقديم المدح المستمر .

-استخدام مصطلحات داعمة للذات مثل " ابنتي شاطرة " "ابنتي ذكية" "سأعتمد عليك" كل هذه العبارات تسهم في الإحساس الايجابي لقدراتها وإعادة النظر لتلك الأفكار السلبية التي تنسبها إلى ذاتها

-تغيير منطلقاتها حول الكلام الذي يبدر من صديقاتها أو العائلة  حيث يجب توضيح نقطة جيدا كون أنه ليس جميع الكلام أو التصرفات التي تصدر مِن مَن حولها تكون  ناتجة عن عدم رغبتهم في بقائها معهم بل هناك بعض التصرفات التي تكون بطريقة عفوية وعليها عدم التدقيق عليها وعدم نسبها إلى ذاتها وأن تتعامل معهم بطريقة طبيعية.

 -تحميلها بعضاً من المسؤوليات ويجب أن تراعي في ذلك قدرتها على فعلها حتى نسهم في زيادة ثقتها بنفسها .

-التركيز على عامل الاندماج مع الزملاء والانتماء إلى الجماعة التي تحس فيها بالراحة أي الجماعة السليمة التي لا تقوم بسلوكات مخالفة للقواعد والقوانين -وأهم شيء يجب التركيز عليه وهو مصاحبة سالي لأن ذلك يكون دعماً نفسيا بها وتصبحين كمرجعية في تعاملها مع  الجميع .

-  نمدحها عندما تعبر عن مشاعرها السلبية والغاضبة والحساسة بطريقة صحيحة، من خلال الكلام والحوار، مع تشجيعها على هذه التعبيرات، بدلاً من السكوت أو الغضب.

- بعد هذه الخطوة ننتقل لتدريبها بالتعبير عن مشاعرها إما بالكلام أو بالرسم أو بالكتابة، خصصي دفتر صغير لها لتعبر عما يجول بخاطرها.. هناك تجربة لأحد الآباء خصص دفتر لأبنه سماه دفتر التعبير عن مشاعري، وكان الطفل يكتب فيه مشاعره كلما فرح أو حزن، وإذا كبر الطفل فإن مشاعره تتأثر بذكرياته أو خبراته الشخصية أو المعتقدات، ولهذا تعليم الطفل كيف يعبر عن مشاعره يساعده بأن يعيش بصحة نفسية وسلام داخلي...
- يمكنك أن تساعديها بتعليمها أساليب مختلفة للتعبير تتناسب مع المواقف وأن تعوديها عليها من خلال مواقف تلقائية تحصل في المنزل أو من خلال مواقف مفتعلة كتمثيليات خفيفة تمثليها معها لتتقن التصرف حيال كل حدث تحتاج للتعبير فيه عن نفسها...مع التأكيد لها دائماً أن لا تنتظر أحد حتى يصالحها أو يرضى عنها  قوتها من داخلها فقط

و نسأل الله أن يحفظك و يحفظ  سالي و أخوتها و أن يقر عينيك بهم  في الدنيا و الآخرة..

د. جاسم المطوع والفريق الاستشاري معه بـ( خدمة معين) يتمنى لك التوفيق

معين .. ونعين