حدود تعامل ابنتي مع الجنس الآخر

المشكلة:

السلام عليكم اولا كل سنة وانتم طيبين رمضان مبارك كل عام وانتم إلى الله اقرب استشاتي اليوم اريد ان اوضح لبنتي حدود تعامل مع الجنس آخر بصفة عامة حكم ابنتي عمرها 14 سنة ليس لها أخ ونحن في الغربة وحكم ليس لدينا علاقتنا كثيرة وكل لي بنعرفهم عندهم بنات ام اولاد أصغر منها وهي بعد كم سنة سوف تكون مقبلة لدخول الجامعة وفيها اختلاط وهي تدرس حاليا في مدرسة كلها بنات اريد ان اجهزها من الان مثلا لما بتفرج معها انا بستغل اي فرصة يكون توجيه غير مباشر لجات لحضرتك كي توجهوني في هذا موضوع كيف اعرف بنتي حدود علاقة في تعامل مع جنس الاخر سواء زميل في جامعة أو قريب لان عالمها الآن كله بنات مثلا هي عادي تتعامل مع اولاد.جارتي أصغر ربنا معاملتها عادية بهم كم هؤلاء الأولاد اطفال أصغر منها سنا لكن ماعندها خبرة في تعامل مع اولاد مراهقين كنت اتحدث معها قالت لي ماما هو مش حرام الحديث مع الاولاد رديت عليها على حساب نوع الحديث بس انا لجات باستشارة هذه لأنه لازم اهيئها لهذه مواقف كي تعرف كيف تتصرف .هي بتكلم اولاد اختي مراهقين عبر الهاتف بس كل شيء عادي وبما انها أصغر من كل عيال اخواتي بيعتبروها زي أخت لهم هم أكبر منها ب ٨ سنوات وب١٠ سنوات اريد اعملها شو حلال وحرام لأنها بعض مرات تقل لي ماما مش حرام حديث مع الاولاد أقل لها الجواب على نوع الحديث بس لازم الحديث يكون فيه احترام وكل واحد عارف حدوده مش حرام وحديث مايكون فيه خلوة بين البنت والولد الحديث امام الجميع بس أجد أن حضرتكم حتفدوني أكثر انتظر ردكم ورمضان كريم

الحل:

السلام عليكم

السيدة .... حفظك الله

إن فريق "معين" للدعم الاستشاري للخطة التربوية يرحب بك

بالنسبة لسؤالك حول التعامل مع ابنتك بعمر 14 سنة في هذه المرحلة

- بدايةً نسأل الله ان يحفظها و أن يقر عينيك بها في الدنيا و الأخرى..

- و دعيني أشكرك على تفهمك  للمرحلة العمرية لابنتك  و محاولتك لاحتوائها بكل حب و حزم معاً .. و صراحةً أسلوبك جميل جداً  من النادر أن تأتيننا رسائل بكل هذا الحب و التفهم .

- كبدايةً  حدثي ابنتك  دوماً عن محبة الله لنا ونعمه علينا ورحمته بنا.. و أن الله خلق هذه النفس وكرمها و نفخ في الإنسان من روحه و جعل فيه العقل و الحكمة.. فهو قادر على التمييز بين الصواب و الخطأ وعليه أن يحب ذاته و يقدرها فلا يضعها في موضع لا يليق بها..

- كذلك بإمكانك أن توضحي لها أنه لا صداقة بين الذكر و الأنثى في الإسلام إلا في مظلة الزواج.. و يكون ذلك في الأوان المناسب عندما تنضج و تتابع تعليمها لتكون زوجة صالحة و مربية فاضلة..

-ثم  وضحي لها أنواع العلاقات الصحيحة بين الذكور و الإناث 
فمثلاً الزمالة.. وهي  التواجد في مكان واحد لمصلحة مشتركة (كزمالة العلم، العمل، الجيرة، القرابة.. الخ)، والزمالة لها ضوابط:

·الالتزام بالإطار المشترك الذي يجمع أطراف العلاقة ( دراسة، عمل.. الخ) ، بحيث لا يتم التطرق إلى التعبير عن المشاعر ومشاركة الأمور الشخصية.

·الالتزام بضوابط الاختلاط في طريقة الكلام، والجلسة، والمشية، والمزاح، والملابس، وموضوعات الحديث، وغض البصر.. الخ.

ثانياً.. الحب  له أنواع كثيرة.. حب الطفلة لوالديها و لأخوتها و لصديقاتها .. والحب الرومانسي بين الرجل والمرأة، والذي يشعر فيه الإنسان بأن العالم اختزل في إنسان واحد، وأنهما قد صارا شخصاً واحداً و يبدأ بالخطبة وينتهي بالزواج، وإذا لم يكن الشخص أو الوقت مناسبين فيجب أن تعود العلاقة إلى إطار الزمالة فقط.

- حاولي ترتيب أفكارك  قبل الدخول مع ابنتك في جلسة الحوار هذه ، لكي تستطيعي السيطرة على موضوع الحوار، وتحقيق أهداف ذلك الحوار نهاية الجلسة؛ لأنّ من أعظم أسباب فشل الحوار بين الأهل أبنائهم أن يبدأ الأب أو الأم بالحديث في موضوع ليس لديهم معلومات كافية وحجج مقنعة للابن.

- والأفضل أن تكوني لها صديقة وملاذاً واستمعي لها دائماً، وتذكري نفسك عندما كنتِ في مثل عمرها، نحن كراشدين ندرك أن مشاعر الطفولة و المراهقة ليست حباً وإنما إعجاب أو رغبة في التعرف على الجنس الآخر..

- وتوضحي لها الأمور التي فطرنا الله عليها والأمور التي نهانا عنها لمخالفتها فطرتنا وديننا ومجتمعنا.. كل ذلك يكون في إطار التوجيه وغرس القيم.

-  و حاولي تغيير طريقتك في توصيل توجيهك لها بهذا الموضوع من خلال رسالة بالوتس ، أو فيديو صغير ترسليه على قروب العائلة أو رسالة بالفيس أو الوتس وهكذا فليس بالضرورة أن تكون كل التوجيهات كلام مباشر لها.

- صادقيها غاليتي  كوني مستمعي لها أكثر من أن تكوني  متكلمة و أمرة و ناهية و ناصحة و خذي بيدها إلى بر الأمان، لحتى تصبح في سن المراهقة هذا الاحتواء هو أفضل طريقة حتما.

- بإمكانك استخدام أسلوب التلميح أحياناً بهدف وقايتها من هذا الموضوع .. فمثلا يمكنك أن تخبريها بأن صديقة لك تحادث ابنتها شاباً وقد اتصلت عليك تستشيرك في الأمر وهي حزينة ومصدومة ( لتوضحي لهم مدى تأثير هذه العلاقات على الأهل  فهذا يجعلهم يدركون مدى سوء تأثير هذا العمل عليكم وعلى عائلة البنت )  واستشيريها بدورها في آلية الحل التي سوف تقترحها  على صديقاتك. تناقشي مع ابنتك في مشكلة الصديقة الوهمية وبيني لها أن كل هذه العلاقات أوهام تجلب البؤس والحزن والضيق لأصحابها ولا تعود عليهم بأي نفع فضلا عن الإثم المكتسب منها. .. ومثل هذا الحوار مهم جداً .

و أخيراً تذكري عزيزتي:

 عند الحديث  مع ابنتك حول التطور العاطفي المصاحب لمرحلة البلوغ، قولي لها أننا كشعوب عربية تحكمنا عاداتنا الدينية وطبائعنا الشرقية في الامتناع عن الدخول في علاقات محرمة إلا عن طريق الزواج.

- و وجهي ابنتك إلى أن بلوغها يرتبط بالضرورة بتطور شخصيتها، وضرورة سيطرتها على تصرفاتها وردود أفعالها و علاقاتها، كونها على  بوابة البلوغ إلى عالم الكبار.

- و  تأكدي أن مثل هذا الحوار مع ابنتك يعتبر إحدى دعائم تأسيس شخصيتها ومعرفتها لجسمها ولاحتياجاتها النفسية والعاطفية، فلا مجال هنا للخجل أو التراجع. 

- و  يمكنك قراءة المقالات التالية للتعامل مع ابنتك كونها ستدخل قريباً في مرحلة المراهقة

د. جاسم المطوع. الحب والصداقة بين المراهقين والمراهقات

ماذا نريد من أبنائنا المراهقين

ماذا يريد المراهقون منا

افهم ابنك. د جاسم المطوع

أنواع المراهقين للدكتور جاسم المطوع

٤أمور يحتاجها المراهق | د. جاسم المطوع

د. جاسم المطوع. فهم قرارات المراهقين

د جاسم المطوع - 19 سؤال في تربية المراهقين

د جاسم المطوع - أسئلة في تربية المراهقين - الجزء الثاني

د. جاسم المطوع. صداقة المراهقين

محاضرة بعنوان كيف نحول المراهقة إلى صداقة 1

أسأل الله تعالى أن يحفظها من كل مكروه وسوء، وأن يجنبها الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يحفظها من كيد شياطين الإنس والجن، هذا وبالله التوفيق.

د. جاسم المطوع والفريق الاستشاري معه بـ( خدمة معين) يتمنى لك التوفيق

معين و نعين