العادة السرية

المشكلة:

كيف اعظ ابني وانصحه عن تجنب العادة السرية و رؤية المقاطع الفاضحة وهو بعمر 14 سنة

الحل:

السلام عليكم

السيدة ..... حفظها الله

إن فريق "معين" للدعم الاستشاري للخطة التربوية يرحب بك

بالنسبة لسؤالك حول  ممارسة ابنك العادة السرية ومشاهدته أفلام اباحية بعمر 14 سنة .

- أختي  الفاضلة... أسأل الله أن يهدي ابنائك ، ويحفظهم وأن يقرَّ بهم عينيك في الدنيا والآخرة.

- بدايةً لديك أربع  خطوات لا بد من فعلها لنحسن إدارة الموقف وعلاجه حتى لا يتكرر:

الأولى : الالتزام بالهدوء والوضوء والصلاة حتى لا نندفع كثيراً في مواجهة هذا الحدث ونفسد العلاقة التربوية بسبب ردة الفعل العنيفة  لأنه يمارس العادة السرية و يشاهد أفلام مخلة

ثانياً : أن لا نوجه كل أصابع الاتهام لابننا ونحن نتحدث معه حتى نعطيه فرصة للتراجع عن خطئه  كونه يمارسها.

ثالثاً : لو أقر بالخطأ أن نعتمد مبدأ المسامحة عند المصارحة حتى نعطيه فرصة لتصحيح خطئه.

رابعاً : التعامل معه بمرونة بين شد وجذب في حالة تكراره للخطأ واستمراره فيه من غير أن نستخدم أسلوب الهجر الدائم أو المقاطعة الطويلة مهما كان الخطأ الذي ارتكبه ، فهذه أربع قواعد مهمة عليك الأخذ بها فيما يخص مسألة ممارسة العادة السرية و الأفلام الاباحية.

-النقطة المهمة ابنك يشاهد  لقطات اباحية نتيجة نقص المعرفة  لديه و لأن  الفضول طبيعي لدى أغلب المراهقين و فضوله دفعه لمعرفة هذا العالم و كبر الموضوع و أصبح كالكرة الثلجية.. لذلك غاليتي سأقولها لك نصيحة ابنك يحتاج لمعرفة و معلومات جنسية تشبعه نفسياً و معرفياً ..  حزنك لن ينفعك على خطأ ارتكبه ابنك، وحتى نستفيد من حزنك هذا لابد أن نوظف الحدث الذي شاهده ابنك لمصلحة تربوية.. تحدثي مع ولدك على أهمية العلاقة العاطفية بين الرجل والمرأة، وتحدثي معه عن الفرق بين الحب الحلال والحب الحرام، وتحدثي معه أن هذه الأمور خاصة للكبار وليست للصغار وتكون بين الزوجين رجل و امرأة لا بين أي شخصين و لا بين رجلين فقط و لا بين فتاتين فقط..  وتحدثي معه عن الإنجاب وكيف يحصل بين الزوج وزوجته، وتحدثي معه عن شهوات الإنسان مثل شهوة المال والنساء والبنين وغيرها وعلميه كيف يتعامل الإنسان مع شهواته بحيث يكون مسيطر على شهوته ولا تكون شهوته مسيطرة عليه، وتحدثي معه عن كيفية التعامل مع أي شخص يعرض عليه شيئا خطأ  مثل أصدقائه أو أقربائه.. وتحدثي معه عن نعمة الحب والميل بين الرجل والمرأة ولكن الله تعالى وضع ضابطا لهذا الميل وهو الزواج حتى لا يقع الإنسان في الحرام، وتحدث معه عن سبب انتشار الأمراض الجنسية بتعدد العلاقات خارج إطار الزواج و بسبب الميول الخاطئة و المخالفة لفطرتنا رجلين مع رجلين و فتاتين مع فتاتين

- كل هذه المعلومات التي ذكرتها لك لو تحدثت بها مع ابنك تكوني قد استفدت من الخطأ الذي ارتكبه ، بأن تعلم ابنك أمور كثيرة من هذا الخطأ وبنفس الوقت صارت علاقتك مع ابنك أقوى لأنه استفاد من المعلومات التي قدمتها له

-وليس بالضرورة أن تتحدثي عن كل هذه المواضيع بجلسة واحدة، ولكن يمكنك تقسيمها وتوزيعها على عدة جلسات تربوية معه، فالزمن الذي نعيشه لا تستطيع التحكم به ولكن دورنا نحن تربويا أن نحصن أبنائنا بالمعرفة الصحية والعلم والإيمان،  و أن تذكري له بعض القصص من القرآن والسنة عن العلاقات العاطفية بين الرجل و الرجل كقصة قوم لوط  من خلالها تشرحي له موضوع الشذوذ و اللواطة وكيف الله خسف بهم الأرض .. وأحضروا القصة سوياً  على اليوتيوب وتناقشوا بالأمر وفسروا سوياً جميع الآيات القرآنية التي وردت في القصة.

- واشرحي له العلاقة  بين  الرجل والمرأة وما هو التصرف الصحيح فيها، فمثلا تذكري له قصة مدح الله تعالى لعفة يوسف عليه السلام عندما رفض عرض امرأة العزيز بأن تقيم معه علاقة عاطفية وهرب باتجاه الباب ليخرج، وتذكري قصة موسى عليه السلام مع الفتاتين اللتين سقا لهما الماء وكيف تطورت هذه المساعدة لمشروع زواج مع أحداهما وهكذا، ولا تنسي أن تنصحي ابنك أن يرفض أن يشارك أي صديق آخر ينصحه برؤية مشاهد مخلة للأدب، وأهم شيء أن يكون أسلوبك مع ولدك أسلوب حواري هادئ من غير عصبية وصراخ وغضب

- حاولي عزيزتي إشغال وقت فراغه بهواية مشتركة مثل الرياضة وحفظ القرآن وممارسة الهوايات المختلفة التي تعزز ثقته بنفسه وتشغل وقته بالمفيد ، وألا يكون مطالعة الإنترنت و التلفاز هو الهواية الوحيدة له.

- مراقبته  ومتابعته، ولكن ليس على الطريقة البوليسية والتحقيقات، ولكن عن طريق المصارحة والحوار ومنح مقدار من الثقة مع شيء من الحذر.

- حاوريه بلين وكأنكما صديقان ليعرف الخطأ من الصواب، حتى لا يحدث هذا رد فعل سلبي لديه ويزيد من حب استطلاعه عن هذا الأمر السري وازدياد تعلقه بهذه المشاهد ولكن دون علمك.

- مراقبته  ومتابعته، ولكن ليس على الطريقة البوليسية والتحقيقات، ولكن عن طريق المصارحة والحوار ومنح مقدار من الثقة مع شيء من الحذر.

- حاولي التقرُّب منه والجُلوس معه، ومتابعة الأفلام المفيدة والمسلية، والحديث في حوارات نافعة تُفيده، و اطلبي رأيه  في كيفية مواجَهة أي شخْص يُشاهِد أشياءَ مخالفةً مع إعطاء أمثلة، ولكن يتم ذلك بدون أن تُوجه له كلامًا مباشرًا.

- حملي مقاطع صوتية دينية تشتمل على قصص و عبر مؤثرة تناقش مثلا عاقبة الذنوب و خطورة صديق السوء والأفلام الإباحية و  قومي  بتشغيلها أثناء ذهابكم لأي مكان بالسيارة فهي فرصة طيبة من الممكن أن تتكرر لمدة كافية أسبوعياً و بدون فرض عليه بل و كأنها جاءت عفوية فيعتاد ذلك كلما ركب السيارة تشغل المواد الصوتية النافعة.

-  التحدث معه بوضوح عن مفهوم المسؤولية وهو أنه لم يعد طفلاً بل أصبح شاباً  مسؤولاً عن تصرفاته وأقواله أمام الله تعالى، فقد انتهى زمن الاعتماد على الغير حتى ولو كانوا والديه، بل هو الآن بكامل أهليته وكفاءته وهو مسؤول عن تصرفاته ويتحمل المحاسبة الكاملة عن تلك الفواحش.

- و أن تثقِ به ، وأن تظهرِ له حقيقة هذه الثقة ، بعدم التركيز على أخطائه فلا تجعلي حواراتك  معه دائمًا عبارة نقد أو وعظ أو تصحيح للأخطاء والتكلم في السلبيات باستمرار، وإنما يجب أن تقولي ما يعجبك قبل أن تذكري ما لا يعجبك به...

بالنسبة للعادة السرية:

-  دعيني أوضح لك هذه المعلومات كمدخل قبل التحدث مع ولدك  بشكل مباشر:

1- لا يوجد للعادة السرية العادية بحد ذاتها أية أضرار صحية مثبتة، على خلاف ما يُشاع من أضرار...

2- الحكم الفقهي للعادة السرية  ليست محرمة كالزنا، وهي ما بين المباح بشروط والكراهة ...

وحسب خبرتنا في الاستشارات أن تحريمها (أي العادة السرية) من قبل العاملين مع المراهقين وكأنها زنى، يزيد من ممارستها عند المراهقين ..

3- الاضطراب الأساسي للعادة السرية الذي يمكن أن تتأذى به حياة الإنسان من الناحية النفسية هو ممارستها بشكل قهري لعدة مرات في اليوم، مع مشاهدة مقاطع إباحية، وهنا المصيبة من الناحية الدماغية و النفسية و الدينية، الاضطراب النفسي يحصل على الشكل التالي:

تتطور العادة السرية العادية عندما تترافق مع مشاهدة مقاطع إباحية إلى عادة سرية قهرية compulsive masturbation ،  و أعتقد هذا الذي حصل مع ولدك بالوقت الحالي.

مما يؤدي إلى إضاعة في الوقت والجهد والتركيز ، مما يسبب أذى كبير للانتباه والتركيز ، وتدني في تقدير الذات عند المراهق (الثقة بالنفس) ، وتدمر فيما بعد الحياة الجنسية للإنسان ..و للأسف المشاهد التي شاهدها تؤثر و تفرز هرمونات بالجسم مثل هرمون الدوبامين الذي يعطي سعادة للإنسان و من هنا يبدأ الإدمان على تلك المشاهد و تترافق بممارسة و لمس و عادة .. الخ.

- هو في سن المراهقة في سن نمو وبلوغ جنسي يكون في أوجه في هذه السن وحتى لو لم يشاهد شيئا يثيره فجسده سيدله على ذلك لأنها حاجة غريزية خلقها الله في الإنسان وهي دلالة طبيعية على نمو جسدي سليم  و  سيجرب تلك العادة شئنا أم أبينا  و طبعاً عنوان النجاح في التعامل مع ولدك المراهق هو الصداقة في إطار من الحوار، والتفاهم، والاحترام. 

- وإذا تفهمنا هذا الأمر انتقلنا للجزئية الخاصة بالعادة السرية التي يجب أن يتم التعامل معها وهو أننا لا نتحدث معه بلغة محققي الشرطة و نسعى لأن نضبطه متلبساً بارتكاب جريمة أو فعل فاضح ويريده أن يمتنع عنه وإلا فسيكون مصيره  التهديدات أو العقوبات، وإنما يجب أن يبقى الأمر في السياق الطبيعي للحوار المتواصل بينكما. 

- الأمر يحتاج منك إلى  حوار هادئ و متفتح و صريح جداً حول العادة السرية و مدى خطورتها على صحة الجهاز التناسلي ..

- و تقولي له تختلف الآراء الفقهية و تتعدد في ذلك الأمر ما بين محرم ومكروه ،  ورغم أن بعض الفقهاء أجاز تلك العادة عندما تجثم الشهوة فوق النفس فلا يكون سبيلا لإخراجها إلا بتلك الصورة منعا للانحراف وتجاوز الحلال، إلا أنني لا أحب أن تعتاد تلك الطريقة التي تشعرك بالذنب وتؤرق حياتك بعد ذلك، بل علينا بمنع القنوات وسد الثغرات التي تتغذى عليها الشهوة وتنمو بالقراءة والرياضة والخروج للمجتمع وممارسة الأنشطة المختلفة التي تنمي ثقافتك وتوزع الطاقة الكامنة داخلك في صور مفيدة تفوت على النفس فرص الجري وراء الشهوة.

- تكلمي معه أن هذه العادة إذا وصل بها إلى مرحلة الإدمان فذلك سيعود عليه بالكثير من المشاكل بعد الزواج حيث تعود قبل زواجه ودخوله في علاقة حقيقة مع زوجته على أشياء معينة يمارسها حتى أدمنها يوميا .
- لابد أن نناقش كل هذه التفاصيل حتى تتضح الصورة في نفسه فيصبح هو شخصياً لديه دافع داخلي للامتناع عنها حرصاً علي نفسه و ليس خوفاً منك .

- فلا تخجلي ولا تحرجي واجلسي معه بكل مودة وصداقة ودعيه يتحدث عن ضغوطه الجنسية بكل وضوح وأشعره بالأمان وأجيبي على أسئلته..ولا تظني أن هذه نصائح نظرية نحن  شئنا أم أبينا هو يسمع عن الجنس والزواج من أصدقائه ويسمع معلومات مشوهة علينا تصحيحها والتحاور اليومي معه حول ما يحدث له وبمنتهى المودة والصداقة والمحبة حتى تضمني أيضا عدم لجوئه إلى أشخاص السوء ليشبعوا تساؤلاته وربما رغباته ...
- بعد ذلك يأتي دور الرياضة و ممارسة الأنشطة المختلفة و شغل وقت الفراغ .. بالإضافة طبعاَ للمصادقة و الحوار الدائم المفتوح مع ابنك الشاب و المتابعة المستمرة.

- التأكد من وجود صحبة صالحة، تعينه على التخلي عن العادات السلبية السيئة.
- مصاحبته ، ومعرفة اهتماماته وميوله وطريقة تفكيره، وإعطاؤه الأمان ليحكي ما يدور في خاطره بدون تهديد أو تعنيف.
- تشجيعه على  صوم  النوافل منها خاصة وتشجيعه يبدأ بمشاركته والتسابق معه في الطاعة وليس أمره بالصلاة أو الصوم... و بارك الله فيك على اتخاذك هذه الخطوة و القيام بها سوياً.

- لا تجعلي له دقيقة من الوقت يكون فيها ذهنه فارغاً لا يوجد ما يشغله بل اشغله طوال اليوم بالتمتع بالأنشطة والرياضة والأعمال العامة والتطوعية  فينضج أكثر بالاحتكاك في المجتمع ويتعلم الكثير وتغلي وقته..بحيث لا يفكر بالعادة السرية ولا يجد لها وقتاً وصدق القائل( نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل)...

- الحوار والرفق مع معه، وزيادة العلاقة والحب والصداقة بينك وبينه و بينه و بين والده فهذا أمر جداً ضروري في المرحلة العمرية لولدك ..كذلك يجب أن يكون دور والده في حياته أكبر و يرافقه و يصطحبه معه إلى المسجد و الديوانيات و إلى مجالس الكبار و إذا كانت العلاقة بينه و بن والده غير قوية حاولي غاليتي توفير قدوة له من خال أو عم أو جد  ضروري جداً في سن  ولدك.

- محاوله تقنين أوقات السهر إتمام التليفزيون والكمبيوتر لأوقات متأخرة ليلًا عن طريق النقاش وليس عن طريق فرض الأوامر.

- ونكرر مرة أخرى لا بد وأن تعلميه رياضه يتخذها كهواية له..كما قال سيدنا عمر بن الخطاب علموا أولادكم الرماية والسباحة وركوب الخيل فكونك تجعل ابنك يمارس الرياضة ويحبها بذلك تكون قد كسبت المعركة فعندما يبدأ ابنك في ممارسة الرياضة تكون قد أبعدته عن المثيرات الجنسية وأشغلتِ وقت فراغه وأنشئتِ بداخله رغبة للحفاظ على جسده وصحته فبالتالي سيقوم هو بالحفاظ على ذلك .

الجهاز يفضل عقابه منه و حرمانه و الاكتفاء بتوفير الجهاز له أثناء الدراسة و عندما ينتهي يرجعه لك.. لا تملكيه جهاز .. لا يدخل به إلى الحمام.. و لا يسهر به بغرفته إلى وقت متأخر ..الوقت الذي تكثر به الشياطين الالكترونية.. أرجوك أختي الكريمة.

و أنصحك بالاطلاع على الفيديو التالي

https://www.youtube.com/watch?v=ozvDYasJNps&feature=youtu.be&fbclid=IwAR3wISumYRrAz4RgjDxsOWCZp256uW7_DmN52AhPNsr3vh3gmuik4mubFp4

كيف أدرب أبني على ضبط "الشهوه " بعد البلوغ 

و يمكنك الاطلاع على لقاءات الدكتور جاسم فيما يخص مشكلة الأفلام الإباحية .. فقط قومي بنسخ الروابط إلى متصفح أخر و ستفتح معك إن شاء الله

https://www.youtube.com/watch?v=t5H5_RxFKuA

https://www.youtube.com/watch?v=JkX-bTLfpG8

14 قانون لحماية أبنائنا من الشياطين الإلكترونية

15 فكرة في علاقة أبنائنا مع الأجهزة

- قانون 5×5 لحفظ أبنائنا تكنولوجياً

- تعلق أبنائنا بالأجهزة الذكية

و ننصحك بالاطلاع  على هذه المقالة تتكلم عن التربية الجنسية بعنوان : 47 خطوة  في التربية الجنسية

و أخيراً نسأل الله أن يبارك لك في أبنائك وينبتهم نباتاً حسناً.

د. جاسم المطوع والفريق الاستشاري معه بـ ( خدمة معين) يتمنى لك التوفيق

معين .. ونعين