ابني يقود السيارة دون علمنا

المشكلة:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..من أسبوعين سافر زوجي للخارج لمتابعة امور ابنه الاكبر في امريكا ..وهذا الاسبوع سبحان الله وبدون اي ترتيب اكتشفت في كاميرا البيت ان ابني بعمر 14 سنة استغل وقت هدوئنا في البيت وذهب مع صديقه في السيارة حوالي ٢٠ دقيقة ورجع للبيت متسللا ليلا طبعا ..تفاجأت عز المفاجأة ..ابني ليس لديه اصدقاء في سنه يقودون سيارة وهذا العمر غير مسموح لهم بقيادة سيارة في دولتنا ..طبعا أنا لا اقوم بمراقبة الكاميرا ٢٤ ساعة ..لكن لهذاك اليوم كأن الله نبهني لان أفتح الكاميرا ..طبعا تمت المواجهه بيني وبينه ..وأنكر وقال انه ذهب للبقالة لشراء اغراض له ..وهذا لا يحدث ابدا لان الوقت متأخر قرابة الساعة ١٢ ليلا ..جن جنوني ..الاب غير موجود ..ماذا لو حصل لهم اي حادث في الطريق ..كيف سأتصرف ؟؟ .. قلت له انك رجل البيت في حالة غياب والدك ..وانت تعرف انني انا واختك في البيت ..كيف تتجرأ ان تأتي بسيارة صديقك الي البيت ..انت خنت الامانه والثقة ..وراجع نفسك ..بعدها ذهبت عنه ..ولكن حقا لم اكن اعرف ان اتصرف في هذا الموقف ..هل اخبر اباه ؟ هل اسامحه وتكون الاخيرة له ؟ هل استكلم معه ويعطيني الوعد بعدم التكرار ..رغما اننا لانستطيع قفل جميع الابواب في البيت ..فالمراهق انا متأكده انه سيبحث عن ألف مخرج ..لكن صدمتى كبيييييرة في ولدى ..على رغم من هدوءه..من فترة انا ووالده فتحنا له مجال بالخروج مع اصدقائه في نهاية الاسبوع ..واتوقع ان هذا الشي لابد من الوقوف عليه ..اشيروا علي مالعمل مع ابني..

الحل:

السلام عليكم

السيدة ...... حفظك الله

إن فريق "معين" للدعم الإستشاري للخطة التربوية يرحب بك

بالنسبة لسؤالك حول قيادة ابنك السيارة دون علمكم  وهو بعمر 14 سنة

نسأل الله أن يعينك على تربيته، و الابن في هذا السن يتبع أصدقائه ويتأثر بهم ويكون نضجه وخبرته في الحياة غير كافية وهنا يأتي دوركم في توجيهه وتوعيته ليستفيد من هذه التجارب التي يمر بها،  فقد يرفض طفلك القوانين ولا يستجب لك ، لكنه سيعلم في قراراة نفسه أن ذلك هو الصواب وسيقتنع مع مرور الوقت.

1- فلابد من اتحاور معه والتعامل بهدوء ثم بعد ذلك اتفقي معه على ما يريد بشكل يرضي كل الأطراف حتى يشعر بمكانته وهذا أمر مطلوب حتى تكوني قدوة له ويتعلم منك ومن والده.

2- في هذه الحالة الحل الأفضل هو محاورته بهدوء وليس استجوابه أو تهديده أو النظر له نظرة صدمة، بل التحاور معه بأسلوب الحديث والدردشة ولابد من ضبط الأعصاب حتى لا يخفي عنكم بعد ذلك أو يقوم بأمور بالخفاء.

3- يمكنك الحوار معه لاحظت أنك خرجت مع صديقك يبدو أنكم استمعتم، عندها سيبدأ بالحديث أما إن بدأت الكلام معه بأسلوب التحقيق والعتاب قبل الاستماع له كأن تقولي له  ماهذا الذي قمت به لقد صدمتني؟ لماذا قمت بذلك؟ لن يجعله يتحدث وسيشعر أنكم لا تفهمونه، لذا لابد من الحديث معه بالحوار والهدوء.

4- بعد ذلك يأتي دوركم في توعيته بأن تقولي له ماما هل تعلم ان هذا مخالف لقانون البلد؟ هل تعلم عواقب السلوك؟ وجزاء المخالفة؟ ثم خاطبيه بهذه الطريقة حتى يكون مسؤول عن أفعاله ويعرف عواقبها، ثم اتفقي معه على هذا أنه في حال كرر السلوك فأنت لن تدافعي عنه ولن تدفعي عنه الجزاء وإن كان الجزاء حبسه أو كانت غارمة مالية أو أياً كان الجزاء سيتحملها هو بنفسه واجعلي كل شيء واضح من البداية وتحدثي معه بهدوء فلا داعي للغضب أو التهديد.

5- فإن قال لك نعم أعي هذا الكلام تقولين له إذاً سأتفق معك على هذا ويمكن أن توقعي معه عقد سلوكي بأن يكتب السلوك وعواقبه ويكتب أنه سيتحمل نتيجة ذلك.

6- لابد من إشراك والده في هذا لأنه مسؤول عنه وحتى يكون على علم بهذه الخطوات حتى يتابعها ويشرف عليها ويشاركك فيها.

7- فإن كرر الابن السلوك تطبقون ما اتفقتم عليه عندها سيتعلم من من هذا الموقف وسيتحمل نتيجة سلوكه وسيعرف أنه هو الذي أخل بالاتفاق وليس لأنكم لا تفهمونه أو تحرمونه، بل لأنه هو الذي لم يلتزم.

وإليك الإقتراحات التالية لكيفية التعامل معه في هذه المرحلة:

1 -يريد من يفهمه، ويفهم خصائص مرحلته، ويفهم احتياجاته.

2-التقرب منه ومصادقته، وفهم شخصيته، معرفة ما يحب وما يكره، متى يغضب، ومتى يرضى، لابد أن تشعري بأحساسه وتفهمي كيف يفكر ، وتشعريه بحبك وحرصك عليه.

3- عدم الاستعجال على تقويم سلوكه بقدر ما تستعجلي على تقوية علاقتك به

4- يحتاج لوالده ولصحبته وقربه ليشعر بالأمان ويستقر نفسياً.

5- الابتعاد عن كثرة النصائح والتوجيهات حتى لا يمل أو يترككم تتحدثون وينسحب،  فمن الطبيعي أن ينتكس ويتغير وينسحب ويخطئ ويتهور،و وسيستفيد من هذه التجارب، لابد من الاستفادة مما يمر به.

6- الابتعاد عن محاسبته محاسبة شديدة أو انتقاده نقد لاذع.

7-صدقيني هذه المرحلة أسهل بكثير مما نعتقد إذا تفهمنا ابنائنا سنعرف المدخل المناسب لهم، وتذكري أن معك سلاح قوي وهو الدعاء كما قال عليه السلام الدعاء سلاح المؤمن فإبراهيم عليه السلام كان يدعوا أن يصلح الله له ذريته ويقيموا الصلاة فاستجاب الله له فأصبح اسماعيل عليه السلام يأمر أهله بالصلاة، فلا تستهيني بالدعاء ولا غنى عنه وعن الاستعانة بالله بان يسهل لك التربية ويسخر لك أبنائك

7-اعرفي ماهي موهبته، فيكفي ان تعرفي موهبته وتنميها له.

8- زيادة الدافع الديني عرفيه بالله  وأهمية الوقت وأهمية بر الوالدين وأنه الآن بهذا السن محاسب، وانكم تريدون منه شخصية مميزة، فتناقشي معه حول طلباته، ماذا يحب وماذا يستهويه، وأن عليه تقسيم وقته واستغلاله بما يفيد، وذكروه بأهمية ذلك له ولدينه ولأمته، واحكوا له قصص عن الصحابة وعن سير التابعين وعن سير المعاصرين.

9-المهم هو تحسين العلاقة به أكثر من التركيز على تغيير سلوكياته، فلابد من التقرب منه وفهم شخصيته وتقبل تغير مزاجه والصبر عليه، أكثر من الحرص على تغيير سلوكه، لأنه سيستجيب لكم أكثر عندما تكون العلاقة قائمة على الحب والمودة أكثر من علاقة قائمة على الأوامر والنواهي.

10-يفضل أن يكون الأب حاضراً في مثل هذه المواقف، فلابد أن يكون الأب رمز القوة والسلطة ويتفق معهم عند وضع القوانين ، ويكون حاضراً عند تطبيق القانون والإلتزام به.

11-راقبي طريقتك في إعطاء الأوامر فاجعليها برفق وهدوء وترغيب في بداية الأمر، واشرحي له لمَ يجب أن يستمع لكلامك وأخبريه عن الأسباب هنا تربطين ما بين التصرف غير المقبول والنتائج، فبسبب أنه لم تستجيب لك سوف يحرم من شيء يحبه.

12- أن التأديب ووضع القانون جزء من التربية، وهي  نابعة من المحبة، ويقابلها التشجيع وإظهار الإيجابيات التي تبني الثقة بالنفس والتي تثبّت القوانين العائلية بشكل دائم فلا تقلقي من ذلك .

13-تحاوري معه قبل وضع القوانين وتأكدي انه مقتنع بالمبادئ التي تشرحيها له، فعندما تضعين قانون أخبريه لم وضعته ولم يجب أن يستجيب له.

14-أوجدي البدائل التي يشغل الطفل بها وقته، قبل وضع القانون.

15-عند وضعك قانون يجب أن يكون قابل للتطبيق حتى تثبتي عليه وتستطيعين تنفيذه.

16-لا بأس بالمرونة في تطبيق القانون والتعديل عليه إن لزم الأمر ، واشرحي له ذلك كما بينت لك.

17-لا تقلقي من إبداء انزعاجه من القانون، فهو من داخله يعلم أنه صحيح ويسعده الالتزم ووجود قانون ينظم الحياة لان الطفل فطرياً يحب الخضوع للسلطة.

18-لابد من وضع جزاء تأديبي إن لم يستجب حتى يعلم أن لأفعاله عواقب، ويفكر في سلوكياته ويحاول تغييرها وكل ذلك يجب أن يكون بهدوء بناء على الحوار الذي دار بينكما ومشاركة والده معك في التربية.

19-استمري في الترغيب وتعزيز الإيجابيات والثناء عليها، فالجميع يحب أسلوب الترغيب والمكافآت، فإن لم يستجيب لا تيأسي وحاولي والجئي إلى الله دائماً بالدعاء في كل وقت أن يساعدك ويهدي لك ابنك.

20-يفضل أن يقوم الوالد بالاتفاق مع الابن حتى يكون أقرب له وهو المطلوب منه أن يكون حازماً في وضع القوانين، ثم يوضح أن هذه القوانين لا يجب أن تخالف، فإن حدث بالمقابل سيخسر الطفل بعض الامتيازات، ممكن أن تكون هذه الخسارة تخص حرمان من الهاتف، التلفزيون، أو الكمبيوتر ليوم أو أكثر، حسب الخطأ، وإن كان أكبر، وكله يجب أن يتم بهدوء وتفهم وبلا جدال بصوت عالٍ. وحتى تنجح هذه الخطة، يجب أن يفهم الطفل معنى امتيازات، يجب أن يتم شرح هذه المعاني حتى يتفهم الطفل أن هذا العقاب ليس بسيطاً، فهذه الامتيازات منحت له من البداية كمحبة نابعة من الوالدين، ولكن عندما يقبل الطفل على مخالفة القوانين العائلية، يحرم من هذه الامتيازات لفترة زمنية، وبالطبع سيشعر الطفل أنه أخطأ وسيحاول ألا يكررها مرة أخرى.

كونوا له قدوة بحسن استغلال الوقت.

21-اجعلي والده يصحبه معه للصلاة ويتحدث معه في الطريق للمسجد عن أهمية الصلاة عند الله وأجر الصلاة في المسجد، فالطفل بهذا العمر يتاج التذكير والتحفيز.

إليك هذه الروابط يتحدث فيها الدكتور عن مرحلة المراهقة وكيفية التعامل معها:

ماذا نريد من أبنائنا المراهقين

ماذا يريد المراهقون منا

٤ أمور يحتاجها المراهق | د. جاسم المطوع

فكرة ذكية للتعامل مع المراهق د. جاسم المطوع

 

د. جاسم المطوع والفريق الإستشاري معه ب/ خدمة معين / يتمنى لك التوفيق

معين .. ونعين